السبت، 2 أغسطس 2025

شرط جديد في "إنستغرام" يحرم الحسابات الصغيرة من ميزة البث المباشر

 

إنستغرام"


شرط جديد في "إنستغرام" يحرم الحسابات الصغيرة من ميزة البث المباشر

يبدو أن شركة ميتا تتبع نهج "تيك توك"، إذ ستمنع الحسابات الخاصة والحسابات التي لديها أقل من 1,000 متابع في "إنستغرام" من ميزة البث المباشر.ومنذ أن طرح تطبيق إنستغرام ميزة البث المباشر عام 2016، أصبحت متاحة لجميع المستخدمين، سواءً كانوا من كبار المؤثرين، أو ممن لديهم عدد قليل من المتابعين، أو كانوا يستخدمون حسابات عامة أو خاصة.

لكن هذا الأسبوع، تلقى المستخدمون الذين لديهم حسابات خاصة أو أقل من 1,000 متابع تنبيهًا عند محاولة البث المباشر جاء فيه أن "حسابك لم يعد مؤهلًا للبث المباشر"، بحسب تقرير لموقع "9TO5Google" المتخصص في أخبار التكنولوجيا

وقال "إنستغرام" في التنبيه أيضًا: "لقد غيّرنا متطلبات استخدام هذه الميزة. فقط الحسابات العامة التي لديها 1000 متابع أو أكثر ستكون قادرة على إنشاء فيديوهات بث مباشرة".ولم يعلن "إنستغرام" عن هذا التغيير مسبقًا، مما حرم صغار المبدعين وأصحاب الحسابات الخاصة من الوقت للاستعداد لحرمانهم من هذه الميزة.


وأكدت الشركة لاحقًا القواعد الجديدة، لموقع "TechCrunch"، لكنها لم تُقدم سببًا محددًا للقرار، باستثناء الإشارة إلى أن "هذه الخطوة تهدف إلى تحسين تجربة مشاهدة البث المباشر بشكل عام".لكن الموقع رجح أن القرار يعود إلى دوافع مالية، بسبب البنية التحتية الضخمة التي يحتاجها البث المباشر مما قد يكون مكلفًا لشركة ميتا، ولهذا السبب قد تكون الشركة قررت عدم دعم البث المباشر الذي لا يشاهده سوى عدد قليل من المتابعين.


وفي حين لا توجد بيانات رسمية حول عدد حسابات إنستغرام التي تضم أكثر من 1,000 مُتابع، تُشير التقديرات إلى أن 13% إلى 26% فقط من المستخدمين يستوفون هذا الحد. وغالبًا ما تُشكك الشركات في هذه الأرقام، لكنها نادرًا ما تُقدم بدائل أكثر دقة.وعمليًا، يعني هذا الشرط الجديد أن ميزة البث المباشر أصحبت خارج متناول ما يصل إلى 1.7 مليار مُستخدم من أصل حوالي ملياري مُستخدم للمنصة.

الأربعاء، 30 يوليو 2025

التكامل بين الشركات الناشئة والكبيرة.. شراكة استراتيجية للنهوض بقطاع التجارة والتجزئة

 



التكامل بين الشركات الناشئة والكبيرة.. شراكة استراتيجية للنهوض بقطاع التجارة والتجزئة


أكد عدد من المتخصصين في قطاع التجارة والتجزئة أن الشركات الناشئة تمثل اليوم أحد المحركات الأساسية في دعم مسيرة التنويع الاقتصادي في سلطنة عُمان، وتعزيز مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي. ويُنظر إلى هذه الشركات باعتبارها عنصرا حيويا في بناء اقتصاد أكثر مرونة وابتكارا، خصوصا مع توجهها نحو استخدام التقنيات المتقدمة وتبني الحلول الذكية.


وتعد بيئة التكامل بين الشركات الناشئة والمؤسسات الكبيرة عاملا حاسما في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي، حيث يؤدي هذا التعاون إلى بناء سلاسل قيمة مترابطة تعزز من كفاءة الإنتاج، وتوفر بيئة خصبة لنقل المعرفة وتبادل الخبرات وتحفيز الابتكار. كما أن دعم هذا التكامل يفتح المجال أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة للدخول في الأسواق الكبرى، ويمنحها فرصا أوسع للمشاركة في تنفيذ المشاريع والمناقصات.


وتتجلى أهمية التكامل كذلك في دوره في توطين التقنيات المتقدمة ودعم الصناعات القائمة على الابتكار، مما يعزز توجه سلطنة عمان نحو الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر، ويدعم الجهود الوطنية لتحقيق الحياد الصفري الكربوني. ومن هذا المنطلق، فإن تمكين الشركات الناشئة لا يعد مجرد دعم لفئة محددة، بل استثمارا مباشرا في مستقبل الاقتصاد الوطني.


في الاستطلاع الصحفي التالي، نستعرض آراء عدد من المختصين في قطاع التجارة والتجزئة للحديث حول دور الشركات الناشئة في دعم الاقتصاد الوطني وأهمية تعزيز تكاملها مع المؤسسات الكبيرة، وذلك في ظل التوجهات الوطنية نحو التنويع الاقتصادي وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي.


الجمعة، 25 يوليو 2025

من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

 

AIO


من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة


في ظل التحوّلات السريعة التي يشهدها عالم البحث الرقمي، لم تعد هيمنة غوغل على الإنترنت أمراً مسلّماً به، حيث تراهن مجموعة متزايدة من الشركات الناشئة على سيناريو جريء، وهو زوال مُحرّك البحث التقليدي لصالح مُحرّك البحث التوليدي المتمثل بروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل  ChatGPT وPerplexity.

وبينما يُكافح عمالقة التكنولوجيا لفهم كيف سيتغيّر سلوك المستخدمين في البحث والوصول إلى المعلومات في السنوات المقبلة، تستثمر أكثر من 12 شركة جديدة ملايين الدولارات، لتطوير أدوات جديدة تُمهّد الطريق لما يمكن تسميته بعالم ما بعد غوغل، حيث ستعمل هذه الأدوات على فهم كيف تجمع روبوتات الذكاء الاصطناعي المعلومات، وكيف يمكن توجيهها لتحسين ظهور أسماء الشركات والعلامات التجارية على الانترنت في عصر الذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقرير أعدته "وول ستريت جورنال"، واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن العلامات التجارية الكبيرة والصغيرة، تُكافح جاهدةً لفهم كيفية جعل أدوات الذكاء الاصطناعي تتعرف على محتواها الإلكتروني، وهو التوجّه الذي استغلته مجموعة جديدة من الشركات الناشئة، التي تعمل على تحضير الأرضية للتحول الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي في مجال البحث


 من خلال تطوير تقنيات تساعد مواقع الإنترنت على أن تصبح "مفهومة" بشكل أفضل من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي، فتحسين الظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً تسويقياً للعلامات التجارية، بل ضرورة استراتيجية، حيث أن أي تجاهل لهذا الأمر، قد يعني التراجع عن واجهة المشهد الرقمي، تماماً كما حدث مع من تجاهلوا ثورة الإنترنت في بداياتها.

الاثنين، 21 يوليو 2025

خبيرة تكنولوجيا تحذر من الفضفضة مع برامج الذكاء الاصطناعي

 

برامج الذكاء الاصطناعي

خبيرة تكنولوجيا تحذر من الفضفضة مع برامج الذكاء الاصطناعي



حذرت الدكتورة نيفين مكرم لبيب، نائب رئيس الجمعية المصرية لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات، من الاستخدامات الخاطئة والسطحية لبرامج الذكاء الاصطناعي، خاصة بين الشباب والجمهور.وأكدت الدكتورة نيفين في حوارها مع برنامج العنكبوت، المذاع على قناة أزهري، أن "الذكاء الطبيعي بتاعنا المفروض يكسب، ويكون أقوى من الذكاء الاصطناعي ويوظفه لخدمته، مش يخاف منه ويعتبره مهدد".

وعلى الرغم من إقرارها بأن المصريين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في جوانب متعددة مثل التعليم والترفيه وحتى طلب وصفات الطبخ، إلا أنها أبدت قلقها من ظاهرة "الفضفضة" مع برامج الذكاء الاصطناع، معقدة "هي مضحكة بس فعلاً مخيفة، ده معناها إن إحنا فقدنا الناس اللي نقدر نأمنها إن إحنا نتكلم ونحكي معاها وناخد رأيها، ووصلنا لدرجة إن إحنا بنكلم جهاز".

وأطلقت تحذيرًا شديد اللهجة بشأن خطورة مشاركة البيانات الشخصية مع هذه البرامج، مؤكدة أن "بياناتي كلها على الهواء".وأضافت: "أنا بستغرب إلى أي مدى حضرتك قادرة تثقي في أن اللي بتقوليه ده مش على الهواء؟". هذا الخطر يؤكد على الحاجة الملحة لزيادة وعي الجمهور بكيفية التعامل الآمن مع التقنيات الحديثة، لضمان الحفاظ على الخصوصية وعدم الوقوع ضحية للاستخدامات غير المسؤولة.

الخميس، 17 يوليو 2025

دور الذكاء الاصطناعي في الدعم النفسي بين الخصوصية والقلق

 

الذكاء الاصطناعي

دور الذكاء الاصطناعي في الدعم النفسي بين الخصوصية والقلق


في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة استخدام الناس لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، برزت أدوات الدعم النفسي الرقمية باعتبارها خيارًا جديدًا يستقطب فئات واسعة من المجتمع، خصوصًا في البيئات المحافظة التي لا تزال تنظر إلى العلاج النفسي على أنه "وصمة" أكثر منه حاجة إنسانية.


إذ توفر هذه الأدوات القائمة على خوارزميات متقدمة مساحة للتفريغ النفسي، وتتيح الاستماع النشط، وتقديم المشورة بأسلوب يحاكي الجلسات الإرشادية التقليدية، دون الحاجة لوجود مختص بشري فعلي، ما يجعلها خيارًا مفضلاً لدى من يواجهون صعوبات في الوصول إلى الدعم النفسي المباشر.


وفي هذا الإطار، استطلعت "عُمان" آراء عدد من الاختصاصيات في الشأن الاجتماعي والنفسي، بهدف فهم أبعاد هذه الظاهرة المتنامية، والكشف عن الدوافع النفسية والاجتماعية لتي تُغذي التوجّه المتزايد نحو أدوات الذكاء الاصطناعي لأغراض نفسية، إلى جانب تسليط الضوء على التأثيرات المحتملة لهذا الاتجاه على الصحة النفسية العامة.


أوضحت آية بنت حمد السالمية، أخصائية اجتماعية، وعضو جمعية الاجتماعيين العُمانية، أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأغراض نفسية قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، لكنه يتطلب وعيًا ومسؤولية من قبل المستخدم العادي، مشددة على أن هذه التطبيقات لا تُغني عن المعالج النفسي البشري بأي حال من الأحوال.


وأكدت السالمية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُشكّل وسيلة للدعم الأولي أو للتهدئة الذاتية، وربما يساهم في مراقبة المشاعر، إلا أنه لا يمتلك القدرة على معالجة القضايا النفسية العميقة مثل الصدمات أو الاضطرابات العقلية المعقدة، وذلك لافتقاده إلى المشاعر الإنسانية الحقيقية والتعاطف الفعلي، واعتماده الكامل على البيانات والمعطيات التي تُغذّى له مسبقًا.


وأشارت إلى أهمية أن يتحقّق المستخدم من مدى التزام التطبيق بمعايير حماية الخصوصية وأمن المعلومات، محذّرة من مشاركة بيانات شخصية أو حساسة مع هذه البرامج إلا إذا كانت هناك ضمانات موثوقة لحماية تلك المعلومات، مؤكدة أن بعض التطبيقات قد لا تلتزم بهذه المعايير بالشكل المطلوب.


كما شدّدت على ضرورة عدم الاعتماد الكلي على هذه البرامج في اتخاذ قرارات مصيرية أو تشخيص حالات نفسية، لافتة إلى أن العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي تستند في برمجتها إلى خلفيات ثقافية غربية، ولا تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية أو الدينية أو الاجتماعية للمستخدم العربي، مما قد يؤدي إلى تقديم توصيات غير مناسبة أو حتى مضللة في بعض الحالات.


وأضافت السالمية أن التعامل مع هذه الأدوات يجب أن يتم بوعي ونضج، بحيث يكون المستخدم متزنًا في تلقي التقييمات أو النصائح، دون أن يسلّم بصحتها تسليمًا مطلقًا.


وفي السياق ذاته، أوضحت أن الثقافة المجتمعية والعادات المحلية لها تأثير كبير في دفع بعض الأفراد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بصفته بديلًا عن الدعم النفسي المباشر، مؤكدة أن الوصمة المرتبطة بالعلاج النفسي لا تزال قوية في كثير من المجتمعات العربية، حيث يُنظر إلى من يزور معالجًا نفسيًا وكأنه يعاني من "مرض" أو "خلل"، مما يدفع الأفراد، خصوصًا في البيئات المحافظة، إلى البحث عن وسائل دعم سرّية وآمنة اجتماعيًا.


كما نبهت إلى أن بعض الأفراد قد يلجأون لهذه التطبيقات هروبًا من الإحراج أو الخوف من الأحكام الاجتماعية، إلا أن هذه الحلول الرقمية غالبًا ما تفتقر للفهم العميق للسياق المحلي والديني والأسري، مما يقلل من فعاليتها أو قد يؤدي إلى نتائج عكسية.


وأكدت السالمية أن الذكاء الاصطناعي قد يكون وسيلة تمهيدية تساعد الشخص على اتخاذ قرار الذهاب لاحقًا إلى معالج نفسي بشري، خصوصًا في المجتمعات التي تخشى من الإفصاح العلني عن المشاعر، حيث يبدأ البعض باستخدام هذه التطبيقات للتعبير عن مشاعره دون كشف هويته، الأمر الذي يُعد خطوة أولى مهمة، وقد يحصل من خلالها على معلومات أولية حول أعراض معينة كالاكتئاب أو القلق، مما يشجّعه لاحقًا على طلب دعم احترافي.


ودعت إلى ضرورة الرجوع إلى مختصين نفسيين معتمدين في حال ظهور أعراض مزمنة أو حادة مثل القلق المستمر أو الاكتئاب أو التفكير الانتحاري، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من قدراته، لا يمكنه أن يحل محل التفاعل الإنساني العميق، وأن الحفاظ على الصحة النفسية هو حق إنساني أصيل، لا يُعد ضعفًا ولا عيبًا.


مساحة آمنة


أوضحت فهيمة السعيدية، باحثة دكتوراة في علم النفس التربوي بجامعة السلطان قابوس وعضوة في جمعية الاجتماعيين العُمانية، أن ارتياح بعض الأفراد للبوح لبرامج الذكاء الاصطناعي أكثر من المعالج البشري يعود لعدة أسباب تتعلّق بسهولة الوصول، والخصوصية، والشعور بالأمان النفسي والاجتماعي أثناء الإفصاح عن المشاعر.


وأشارت إلى أن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال النفسي أتاح إمكانية تقديم الدعم دون الحاجة لوجود فعلي لمعالج بشري، وذلك عبر خوارزميات مبرمجة لمحاكاة أساليب الجلسات الإرشادية الواقعية، مثل الاستماع الفعّال، والتعاطف، وإعادة الصياغة، وتقديم المشورة النفسية.


وأضافت أن من أبرز الأسباب التي تجعل بعض الأفراد يفضلون استخدام هذه البرامج، هو سهولة وسرعة الوصول إليها من أي مكان وفي أي وقت، دون الحاجة إلى مواعيد أو دفع تكاليف مالية، مما يجعلها أكثر جاذبية مقارنة بالخدمات التقليدية.


وأكدت السعيدية أن هذه التطبيقات توفر مستوى عاليًا من الخصوصية، حيث لا تتطلب من المستخدم الإفصاح عن هويته أو التفاعل المباشر، مما يوفّر بيئة مريحة عند التحدث عن مواضيع شديدة الحساسية مثل القلق، الصدمات، المخاوف، أو التجارب المؤلمة.


وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي يقدم ما يعرف بـ"المساحة النفسية الآمنة"، وهي بيئة خالية من الحكم أو النقد، تسمح للفرد بالتعبير عن ذاته بحرية دون الخوف من تقييم الآخرين أو وصمهم، وهي بيئة قد لا تتوفر دائمًا في الجلسات التقليدية مع المعالجين البشريين.


وأضافت أن بعض المسترشدين قد يواجهون تجارب سلبية مع معالجين بشريين، كالشعور بعدم التفهم، أو التسرع في إصدار الأحكام، أو التركيز على جوانب سطحية، في حين أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على لغة حيادية، وأسلوب داعم دون تحيّز.


وفي ردّها على مدى تأثير الذكاء الاصطناعي في كسر حاجز الخجل والخوف من الأحكام المجتمعية، أكدت السعيدية أن هذه التطبيقات تُسهم في تخفيف الوصمة المرتبطة بطلب المساعدة النفسية، خاصة في المجتمعات التي لا تزال تتحفّظ على هذا النوع من الدعم.


وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح مساحة للتعبير دون الكشف عن الهوية، مما يشجع على التدرّب على الإفصاح، خاصة لمن نشأوا في بيئات تقمع التعبير عن الذات.


وفي ذات السياق، شددت السعيدية على أن شعور الشخص بأنه "غير مراقب" يعزز من جودة الإفصاح النفسي، ويمنحه حرية أكبر في التعبير عن مشكلاته دون خوف من تقييم ديني أو أخلاقي، مما ينعكس إيجابًا على راحته النفسية.


واختتمت السعيدية حديثها بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي، رغم محدوديته، يمكن أن يكون نقطة انطلاق مهمة نحو تحقيق التوازن النفسي، داعية إلى توظيف هذه الأدوات التقنية بوعي ومسؤولية، دون أن تحل محل العلاج النفسي البشري المتخصص.


عزلة رقمية


أوضحت مزنة بنت محسن الرحبية، أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس الحكومية وعضوة في جمعية الاجتماعيين العُمانية، أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي لا تزال متجذّرة في مجتمعاتنا، حتى في البيئات التي تبدو أكثر انفتاحًا، مما يدفع فئات مثل النساء والمراهقين إلى اللجوء لأدوات الدعم النفسي الرقمية بدلًا من زيارة الطبيب النفسي.


وأشارت إلى أن طلب المساعدة النفسية غالبًا لا يُنظر إليه على أنه مبادرة نحو التعافي، بل يُفهم خطأً على أنه دليل على ضعف الشخصية أو وجود خلل نفسي، مما يضع حاجزًا بين الأفراد وبين الخدمات النفسية التقليدية.


وأضافت أن المراهقين، بحكم طبيعتهم الساعية إلى الاستقلال، يخشون أن يُوصموا بصفات سلبية مثل "مضطرب نفسيًا"، ولذلك يفضلون استخدام التطبيقات الرقمية التي تمنحهم مرونة في التعبير، وتحافظ على هويتهم مخفية.


وأكدت أن النساء، في بعض المجتمعات التي تُقيّم المرأة بحسب قدرتها على التحمل والصبر، قد يخشين أن يُفهم طلبهن للدعم على أنه ضعف، لذا يلجأن إلى أدوات رقمية توفر لهن تفريغًا نفسيًا بعيدًا عن الرقابة الاجتماعية أو العائلية.


وفي ردها على ما إذا كان هذا التوجه صحيًا على المدى البعيد، أكدت الرحبية أن هذه التطبيقات، رغم فاعليتها الفورية، قد تتحول إلى بديل دائم عن التواصل الإنساني، مما يؤدي إلى ما يُعرف بـ"العزلة النفسية الرقمية"، حيث يكتفي الفرد بمحادثات متكررة مع خوارزميات، دون خوض تجارب إنسانية حقيقية.


وبيّنت أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، يحتاج إلى تجارب واقعية لتنمية مهاراته في التفاعل والتواصل، مشيرة إلى أن الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يُضعف هذه المهارات، ويدفع البعض نحو العزلة والانسحاب.


وختمت الرحبية بالتأكيد على أهمية استخدام أدوات الدعم الرقمي بوعي واعتدال، واعتبارها وسائل مساعدة لا بدائل دائمة، حفاظًا على الصحة النفسية وتحقيق التوازن الحقيقي بين الراحة الرقمية والتفاعل الإنساني الواقعي.


الاثنين، 14 يوليو 2025

"بَليل" الطلابية تطور جهاز تنقية ذكي صديق للبيئة

 

بَليل


"بَليل" الطلابية تطور جهاز تنقية ذكي صديق للبيئة 


 تبرز الابتكارات الطلابية كأحد المحركات الأساسية نحو مستقبل أكثر استدامة، ومن قلب الجامعات العُمانية ظهرت شركة "بَليل" لتعمل على تطوير جهاز تنقية ذكي وآمن يعتمد على مكونات طبيعية وفعّالة وقابلة للتحلل وصديقة للبيئة، مثل الطحالب الحية لتبدأ الشركة مشوارها من الفكرة إلى النموذج وما بعدها من طموحات يجمع بين العلوم البيئية والهندسة الحيوية لتقديم حل عملي وصديق للبيئة في آنٍ واحد.


وقالت هاجر بنت جمعة العامرية، الرئيسة التنفيذية لشركة بَليل: إن الفكرة وُلدت من حادثة واقعية مؤلمة، وهي وفاة طفل داخل مركبة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتراكم الغازات السامة، الأمر الذي دفعنا للتفكير في حل حقيقي يجنب وقوع هذه الحوادث، ويحسّن من جودة الهواء داخل المركبات فبدأنا العمل على تطوير جهاز تنقية ذكي وآمن يعتمد على مكونات طبيعية وفعّالة.


وذكرت أن الشركة تأسست في عام 2023 كجزء من مشاركتها في برنامج "إنجاز عُمان" لريادة الأعمال الطلابية، وأنه بعد الدعم والتوجيه أصبحت شركة ناشئة رسمية وحصلت على براءة اختراع وتقييم علمي وتقني.


وبينت أن ما يميز هذه التقنية عن أجهزة تنقية الهواء التقليدية هو اعتمادها في الفلتر على مكونات طبيعية قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، مثل الطحالب لأنها كائنات طبيعية فعّالة في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، مما يجعلها مثالية لتنقية الهواء بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أنها قابلة للاستزراع بسهولة في البيئة المحلية، مما يقلل الاعتماد على الموارد المستوردة ويعزز من استدامة المنتج بيئيًّا واقتصاديًّا.


وأشارت إلى أن التقنية لا تقوم فقط بتنقية الهواء، بل تضيف خاصية التبريد والتعطير، كما أن الجهاز لا يعتمد على فلاتر صناعية لذلك فهو ليس بحاجة لتغيير مستمر، مما يجعله أكثر استدامة وأقل تكلفة على المدى الطويل.


أما عن آلية عمل الجهاز فوضحت أنها تجمع بين التقنية والاستدامة، حيث يعمل الجهاز بفلتر طبيعي يحتوي على الطحالب للتنقية، ويُشحن عبر منفذ Type-C أو باستخدام بطارية قابلة للشحن، ولا يحتاج لطاقة كبيرة لتشغيله، كما يعمل الفريق حاليًّا على إضافة خاصية الشحن بالطاقة الشمسية، لجعل الجهاز أكثر استقلالية وملاءمة للبيئة.


وذكرت أن الجهاز يحتوي على مستشعر لدرجة الحرارة، حيث يقوم بقياس حرارة المركبة من الداخل، وفور ارتفاعها عن حد معين، يبدأ بالعمل تلقائيًّا لتبريد وتنقية الهواء، مما يوفر حماية إضافية خصوصًا في المركبات المغلقة أثناء أوقات الذروة، كما أن صيانته سهلة ولا تتطلب تدخلًا تقنيًّا، فقط يتم استبدال الفلتر بعد فترة الاستخدام.