الخميس، 11 مارس 2021

أهم الجوانب والدوافع الإستراتيجية التركية في اليمن


فسر الباحثون الاهتمام المستمر لتركيا باليمن بطرق مختلفة في الآونة الأخيرة يربطها البعض بتنفيذ عقيدة العثمانية الجديدة والبعض الآخر بالرغبة في تعظيم نفوذ أنقرة في العالم الإسلامي وهذا العمل هو محاولة لتحديد الجوانب الرئيسية لسياسة تركيا تجاة اليمن وكذلك لتحديد سبب لاستمرار مشاركتها المحدودة في الصراع اليمني

فترافق التصعيد العسكري الحوثي وازدياد وتيرة الهجمات على الأرضي السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المنشآت النفطية السعودية مع بروز دعوات قيادات إخوانية يمنية وأخرى سعودية لتركيا للانضمام إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن أو تشكيل تحالف جديد ينسجم مع المصالحة الخليجية والتحولات الإقليمية والدولية المتسارعة في المنطقة

وجاءت أولى الدعوات لانضمام تركيا للتحالف العربي على لسان القيادي الإخواني المقيم في إسطنبول حميد الأحمر في حوار مع قناة الجزيرة القطرية قال فيه إن السعودية استعانت بتركيا للحصول على أسلحة نوعية بعد حظر واشنطن لإرسال تلك الأسلحة إلى الرياض في وقت سابق

وتوالت في الأيام الماضية في أعقاب الهجمات الحوثية غير المسبوقة على السعودية إشارات من قيادات سياسية وإعلامية إخوانية يمنية إلى ما وصفوها بتحولات جذرية وشيكة على صلة بالملف اليمني والتلميح لدور تركي قد يكون بالتنسيق مع السعودية كما شاركت قيادات إخوانية سعودية معارضة في تسريب معلومات حول طلب السعودية دعما تركيا في حرب اليمن بعد أن شعرت بخذلان حلفائها التقليديين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة على حد قول الإخواني السعودي سعد الفقيه

وترافقت موجة الدعاية الإعلامية لجماعة الإخوان حول دور تركي مرتقب في اليمن مع ارتفاع في حدة الهجوم على دولة الإمارات والتشكيك في طبيعة مشاركتها في التحالف العربي وعلاقاتها بطهران وتصدّر الحملة الإعلامية ناشطون وإعلاميون سعوديون معروفون بارتباطهم بالتنظيم الدولي للإخوان كانوا يلتزمون الصمت خلال فترة القطيعة بين الرياض والدوحة ليستأنفوا نشاطهم الإعلامي بحماسة لافتة في أعقاب مصالحة قمة العلا والتحول في موقف الإدارة الأميركية

وتسعى تركيا وقطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين لاستثمار التحولات في الموقف الأميركي وتزايد القلق السعودي من تنامي الهجمات الحوثية والتهديدات بسقوط محافظة مأرب الاستراتيجية لإعادة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة عبر سياسة قائمة على تقديم تركيا كحليف إقليمي استثنائي للسعودية وتقديم الإخوان كحليف يمني وحيد قادر على مواجهة المشروع الإيراني في اليمن

0 Comments: