أهم الجوانب والدوافع الإستراتيجية التركية في اليمن
فسر الباحثون الاهتمام المستمر لتركيا باليمن بطرق مختلفة في الآونة الأخيرة يربطها البعض بتنفيذ عقيدة العثمانية الجديدة والبعض الآخر بالرغبة في تعظيم نفوذ أنقرة في العالم الإسلامي وهذا العمل هو محاولة لتحديد الجوانب الرئيسية لسياسة تركيا تجاة اليمن وكذلك لتحديد سبب لاستمرار مشاركتها المحدودة في الصراع اليمني
فترافق التصعيد العسكري الحوثي وازدياد وتيرة الهجمات على الأرضي السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المنشآت النفطية السعودية مع بروز دعوات قيادات إخوانية يمنية وأخرى سعودية لتركيا للانضمام إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن أو تشكيل تحالف جديد ينسجم مع المصالحة الخليجية والتحولات الإقليمية والدولية المتسارعة في المنطقة
وجاءت أولى الدعوات لانضمام تركيا للتحالف العربي على لسان القيادي الإخواني المقيم في إسطنبول حميد الأحمر في حوار مع قناة الجزيرة القطرية قال فيه إن السعودية استعانت بتركيا للحصول على أسلحة نوعية بعد حظر واشنطن لإرسال تلك الأسلحة إلى الرياض في وقت سابق
وتوالت في الأيام الماضية في أعقاب الهجمات الحوثية غير المسبوقة على السعودية إشارات من قيادات سياسية وإعلامية إخوانية يمنية إلى ما وصفوها بتحولات جذرية وشيكة على صلة بالملف اليمني والتلميح لدور تركي قد يكون بالتنسيق مع السعودية كما شاركت قيادات إخوانية سعودية معارضة في تسريب معلومات حول طلب السعودية دعما تركيا في حرب اليمن بعد أن شعرت بخذلان حلفائها التقليديين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة على حد قول الإخواني السعودي سعد الفقيه
وترافقت موجة الدعاية الإعلامية لجماعة الإخوان حول دور تركي مرتقب في اليمن مع ارتفاع في حدة الهجوم على دولة الإمارات والتشكيك في طبيعة مشاركتها في التحالف العربي وعلاقاتها بطهران وتصدّر الحملة الإعلامية ناشطون وإعلاميون سعوديون معروفون بارتباطهم بالتنظيم الدولي للإخوان كانوا يلتزمون الصمت خلال فترة القطيعة بين الرياض والدوحة ليستأنفوا نشاطهم الإعلامي بحماسة لافتة في أعقاب مصالحة قمة العلا والتحول في موقف الإدارة الأميركية
وتسعى تركيا وقطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين لاستثمار التحولات في الموقف الأميركي وتزايد القلق السعودي من تنامي الهجمات الحوثية والتهديدات بسقوط محافظة مأرب الاستراتيجية لإعادة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة عبر سياسة قائمة على تقديم تركيا كحليف إقليمي استثنائي للسعودية وتقديم الإخوان كحليف يمني وحيد قادر على مواجهة المشروع الإيراني في اليمن
0 Comments: