أثار عبدالله النفيسي أستاذ العلوم السياسية والنائب السابق بالبرلمان الكويتي جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اقتراحه شراء قناة “بي.بي.سي عربي” للاستفادة من اسمها العالمي في التأثير وصناعة الرأي العام.واعتبر النفيسي في تغريدته أن شراء القناة سيكون مكسبا للكويت وحلا لمشاكلها، فيما رآه مغردون محاولة من السياسي المحسوب على جماعة الإخوان في الكويت لاستغلال وسيلة إعلامية لمصالح الجماعة، لا الكويت.
ولم يشرح النفيسي كيف سيحل شراء القناة أزمات الكويت ويضج موقع تويتر بمقاطع فيديو للإخواني الكويتي عبدالله النفيسي توثق تحريضه على الإرهاب، والفخر والاعتزاز بالإرهابيين، والإساءة لدول ورموز المنطقة العربية والخليجية.لا يوفر إخوان الكويت معاضدين بآلة إعلامية ضخمة وبالخصوص تلك الناشطة في قطر الفرصة لشن حروب ضد الدول التي تعاديهم.
وانهالت ردود الفعل الواسعة على التغريدة من الناشطين الذين أكدوا أن الإخوان في الكويت يعملون بكل قوة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم والتأثير على الجمهور، فالجماعة إما تسيطر على قنوات إعلامية علنا أو من خلف الكواليس، كما تهيمن على مواقع إلكترونية كثيرة. كما أن أفراد الجماعة يتواجدون عبر عدة مؤسسات في المجتمع المدني.
وكثيرا ما يشن خبراء وأساتذة في الإعلام هجوما على قناة بي.بي.سي، مؤكدين أن تغطيتها تميل لوجهة النظر الإخوانية، مشيرين إلى أن “القناة أصبحت تعبر عن وجهة نظر من يموّلونها”.ويرى الكثير من الناشطين أن الإخوان وجدوا الفرصة ملائمة في “بي.بي.سي عربي” التي أغلقت إذاعتها العربية قبل أيام بسبب أزمتها المالية، ويمكن الاستفادة منها نظرا لشعبيتها الواسعة وارتباطها بذاكرة الجمهور العربي بمراحل تاريخية ومحطات كبرى.
وتسعى جماعة الإخوان المسلمين في الكويت إلى الوجود والتأثير في الخارج كما في الداخل لذلك يحرص أعضاؤها على السيطرة على وسائل الإعلام المؤثرة، كما أن الكثير من الإخوان الذين يقولون إنهم انفكوا عن تنظيم الإخوان، يعودون بعباءة ليبرالية علمانية، لكن يبقى التشرب الذي كان موجوداً عندهم في السابق من التعصب للتنظيم، ويظهر هذا التعصب في عدة مناسبات.وحذر كتاب ومغردون كويتيون من خلايا “البقع السوداء” السرية التابعة لجماعة الإخوان، مشيرين إلى أنهم “أخطر” عناصر الجماعة.
و“البقع السوداء” هم عناصر تابعون لجماعة الإخوان أو داعمون لها، ويتبنون منهجها وفكرها، ولكنهم لا يعلنون ذلك، بل وينكرونه، بعضهم قد ينخرط في خلايا سرية للتخفي من المتابعات الأمنية، وتوظفهم الجماعة لتحقيق أهدافها، إما للدفاع عنها أو لإثارة الفتنة، حسب الحاجة، وتستفيد ممن يتمكن منهم من الوصول إلى مراكز قيادية في بلدانهم.
وينشط هؤلاء على موقع تويتر للدفاع عن العناصر الإخوانية التي تم كشف تآمرها على دول الخليج أو تورطها بالتحريض على الإرهاب.ويعتبر مغردون أن البعض أدوات إيرانية تحركها أطراف ضد الدول الخليجية وخاصة السعودية، كما ينظر إلى الكويت على أنها معقل للإخوان الذين يعادون السعودية ولا يوفرون فرصة للإساءة إليها.
ويُعتبر إخوان الكويت أخطر الموجودين في الساحة، إذ يمثلون طوق النجاة لما تبقى من التنظيم الدولي. ويمنحهم اندماجهم في مؤسسات الدولة التأثير، ناهيك عن القوة المالية والاقتصادية.وسبق أن حذر رئيس تحرير جريدة “السياسة” الكويتية أحمد الجارالله الحكومة الكويتية من تنظيم الإخوان، وطالب بحظره أسوة بالعديد من دول الخليج .
وقال الجارالله - في إحدى افتتاحيات جريدة “السياسة” الكويتية تحت عنوان “لا حشيمة لإخوان الانتهازية والتآمر وخيانة الأوطان”، ”في كل يوم تتأخر الدولة عن حسم أمر جماعة الإخوان، يرتفع الثمن، وتزداد الخسائر المترتبة على إبقاء الجماعة ومناصريها نشطاء في المجتمع، فهؤلاء بلغت فيهم وقاحة التآمر حدّا لا يمكن التهاون معه، فالمسألة لم تعد مجرد حرية رأي وتعبير مكفولة دستوريًا، فالدستور لا يحمي الخونة”.
0 Comments: