ماذا يريد حزب الله؟ سؤال بات يتبادر الى أذهان اللبنانيين، مع توالي الأحداث الامنية التي يفتعلها الحزب على إمتداد الاراضي اللبنانية، ويجددها حين تدعو حاجته دون أن يحسب حساب لوجود جيش وشعب ودولة، وكأن به يخوض معركته الأخيرة للسيطرة على مفاصل مؤسسات الدولة والميدان، والحفاظ على وجوده بعد أن فقد الحاضنة الشعبية والطائفية، وبات كيان غريب وسط شعب يبحث عن الحياة والإستقرار في ارضه ووطنه، الذي تحول الى مستودع حديد و بارود.
فبعد “عين الحلوة” والكحالة وعين إبل وحي السلم، والاحداث اليومية المتفرقة في القرى والبلدات الشيعية، جاءت آخر ممارسات الحزب و،ليس آخرها، ليضيف الى عدادات سجله إعتداء جديد على قوات “اليونيفيل” قرب سهل الخيام عند مفرق الوزاني من قبل “وحدة الأهالي”، المتخصصة في الاعتداء على هذه القوات، تمثل بإقدام عدد من الشبان بقطع الطريق أمام عناصر القوة الدولية، وهم يرفعون اعلام “حزب الله”، ويطوقونها ويطالبونها بالرحيل مع كيل التهديدات والشتائم.
يتزامن هذا الاعتداء مع المداولات الجارية في أروقة الأمم المتحدة للتجديد ل “اليونيفيل” في لبنان، والذي ينتهي بنهاية آب من كل عام، وسط محاولات “حزب الله” عبر المنظومة الحاكمة، تعديل القرار الذي يمنح لقوات “اليونيفيل” صلاحيات التفتيش والمداهمات والدوريات من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، وهناك مسودة مشروع في الامم لتوسعة مهامها، خصوصا بعد الاغتيالات التي حصلت في مناطق نفوذ “حزب الله” في الجنوب، وانفلاش الحزب جنوب وشمال الليطاني متجاوزا القرار ١٧٠١.
هذه الإعتداءات المتكررة خلال هذا الشهر ، ليس هدفها فقط توجيه رسائل للداخل والخارج فقط كما هو واضح،إنما ما يجري بحسب مصدر ميداني ل”جنوبية”، “هو نتيجة تخبط وفقدان التوازن بعد سلسلة الهزائم للمحور في المنطقة، واصفاً الحزب ب”الثور الهائج داخل حلبته”، خصوصا بعد ترسيم الحدود البحرية، ورسم قواعد اشتباك جديدة اقرب للسلم منها للحرب، رغم المناوشات على الحدود التي يدرك الطرفان انها للاستهلاك المحلي فقط، ولن تؤدي الى حرب كبرى”.
ولم يستغرب ان “يتوجه سلاح حزب الله الى الداخل، بعد أن فقد المهمة الخارجية وبات يبحث عن “شغل” له، وإخراج لقضية جديدة يبرر بها افعاله ويتستر خلفها، بعد ان فقد المبرر لوجوده، خصوصا مع تنامي النقمة الشعبية عليه، في ظل أوضاع إقتصادية ومعيشية صعبة وتفشي الجريمة، الامر الذي كشف زيف شعاراته الاصلاحية على مر السنوات الماضية”.
ولفت الى ان ‘الحزب يستمر في تحويل للجنوب الى صندوق بريد لبعث الرسائل، وأولها للداخل اللبناني، ليقول للقاصي والداني بأنه هو الحاكم بأمره، وعلى الجميع التسليم لهذا الأمر والإبتعاد عن ترسانته، وتقديم واجب الطاعة، واالرسالة الثانية للخارج، مفادها أن سلاحه امر واقع على مساحة كل لبنان ولأغراض إقليمية وكل مصالح المناهضين له معرضة للاستهداف، بما فيها قوات الطوارئ الدولية”.
0 Comments: