السبت، 27 أبريل 2024

تركيا.. هل تراجعت الجاذبية الإسلامية لحزب العدالة والتنمية؟

 

تركيا


تركيا.. هل تراجعت الجاذبية الإسلامية لحزب العدالة والتنمية؟

لا يزال صدى الخسارة التي مني بها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا للانتخابات المحلية في 31 آذار/مارس يتردد، إذ أرجعها محللون إلى تراجع الجاذبية الإسلامية للحزب، وليس فقط بسبب الوضع الاقتصادي المأزوم وارتفاع نسب التضخم والبطالة.

وربما كان متوقعا أن يتراجع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في نتائج الانتخابات المحلية، لكن النتائج أظهرت تراجعًا كبيرًا غير متوقع وخسارة مدوية له، حيث تقدم عليه حزب الشعب الجمهوري العلماني للمرة الثانية، ولم يكتفِ بالاحتفاظ ببلديات بعض المدن الكبرى كإسطنبول وأنقرة، وإنما ضم لها مدنًا ومحافظات إضافية في مشهد فوز كاسح شكّل صدمة للكثيرين

وفاز حزب الشعب الجمهوري المعارض برئاسة بلدية 36 مدينة ومحافظة منها 15 مدينة كبرى و21 محافظة، مقابل فوز العدالة والتنمية بـ23 منها 11 مدينة كبرى، و12 محافظة، وحزب مساواة وديمقراطية الشعوب (خليفة حزب الشعوب الديمقراطي “الكردي”) بـ10 بلديات منها ثلاث مدن كبرى وسبع محافظات، وحزب الحركة القومية برئاسة بلدية ثماني محافظات، وحزب الرفاه مجددًا ببلديتَين إحداهما مدينة كبرى، والأخرى محافظة، وحزب الجيد ببلدية محافظة واحدة.

وهكذا يكون حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، قد رفع رصيده في بلديات المدن والمحافظات من 20 إلى 36، بينما تراجعت حصة العدالة والتنمية الحاكم من 39 إلى 23، وكذلك حليفه الحركة القومية من 11 إلى 8. وبينما فاز كل من الرفاه مجددًا والجيد برئاسة بلديات لأول مرة، رفع حزب مساواة وديمقراطية الشعوب رصيده من 8 (كان فاز بها الشعوب الديمقراطي) إلى 10 بلديات.هذا وحصل حزب الشعب الجمهوري على أغلبية المجلس البلدي لكل من بلديتي أنقرة وإسطنبول اللتين كانتا بحوزة تحالف الجمهور الحاكم في الانتخابات السابقة؛ رغم خسارته رئاسة البلديتين للمعارضة.


وفي البلديات الفرعية أو بلديات أحياء المدن الكبرى، رفع الشعب الجمهوري رصيده في أنقرة من 3 إلى 16، مقابل تراجع العدالة والتنمية من 19 إلى 8 من أصل 25 بلدية فرعية. وفي إسطنبول رفع الشعب الجمهوري رصيده من 14 إلى 26 مقابل تراجع العدالة والتنمية من 24 إلى 13 من أصل 39 بلدية فرعية. وبهذا يكون تقدم الشعب الجمهوري واضحًا جليًا، وكذلك تراجع العدالة والتنمية كبيرًا وشاملًا، رغم أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل 10 أشهر فقط حملت نتائج مختلفة عن الحالية.

وأتاحت الانتخابات الأخيرة التي جرت في تركيا لحزب الشعب الجمهوري إظهار نجاحه في مناطق معينة من القاعدة التقليدية المتدينة للرئيس التركي في البلاد، مما أكد على تراجع قوة رسالة أردوغان السياسية.

ويقول مصطفى غول وهو مساعد باحث في برنامج الأبحاث التركية التابع لمعهد واشنطن إن الإسلاموية الإصلاحية التي ادعى الرئيس أردوغان أنه يجسدها، لاقت ذات يوم صدى لدى جماهير كبيرة ودفعته إلى السلطة، مما سمح له بالفوز في معارك سياسية حاسمة ومع ذلك، على مدى العقد الماضي، تبنى الرئيس أردوغان بشكل متزايد وجهة نظر أكثر قومية وواقعية في الداخل والخارج

وشهدت الطبقة المتوسطة والدنيا في تركيا، القاعدة الإسلامية العضوية للرئيس أردوغان، تدهور ثروتها النسبية خلال العقد الماضي. وفي الوقت نفسه، دعم المستفيدون الجدد من البرنامج الاقتصادي، أصحاب الدخل المرتفع.

0 Comments: