السبت، 5 أبريل 2025

مواطنون يثمنون الأومر السامية ويؤكدون أهميتها في الدمج الاجتماعي لحالات التوحد

 

الأومر السامية

مواطنون يثمنون الأومر السامية ويؤكدون أهميتها في الدمج الاجتماعي لحالات التوحد 


ثمن عدد من المواطنين والمختصين الأوامرالسّامية الكريمة باعتماد 7 ملايين ريال عُماني لإنشاء "مركز اضطراب طيف التوحّد للرعاية والتأهيل" في محافظة مسقط يتبع المركز الوطني للتوحد، و دراسة حاجة المحافظات لمثل هذه المراكز، ووضع برنامج زمني لإنشائها وفق عدد الحالات في كل محافظة.


مؤكدين على أن اللفتة الكريمة من لدن المقام السامي ـ حفظه الله و رعاه ـ، تأتي في إطار الحرص الذي يوليه جلالته، لتوفير أفضل مقومات العيش الكريم لهذه الفئة وتخفيف الكثير من الأعباء على أولياء أمورهم وتوفير خدمات تأهيليّة وعلاجية ذات جودة عالية تمكن من تسهيل دمجهم في المجتمع ،وضع خطط مستقبلية تمنحهم مزيد من الامل في الشفاء وتحسين مستوياتهم الفكرية.


وقال الدكتور محمد بن سعيد الحجري رئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية بمجلس الدولة أن الأوامر السامية تمثل واحدة من ذرى الاهتمام بهذه الفئة من أبناء مجتمعنا، مشيرا بأن الخدمات التي سيقدمها المركز ستشكل نقلة نوعية ليس في تقديم الخدمة فحسب بل في تيسير الحصول عليها، وفي بناء وتطوير منظومة متكاملة وتدريب كوادر محترفة.


و قال سعادته أن هذه اللفتة الكريمة من لدن جلالته ـ ايده الله ـ ستجعل من سلطنة عمان نموذجاً في العناية بمصابي طيف التوحد، وعلينا أن ندرك أن هذه النقلة ستجعل عائلات المصابين أمام مستوى جديد من الخدمة، فعائلات المصابين يتكبدون الآن كلفاً عالية وجهداً وعناءً لكي يحصل أبناؤهم على خدمات التأهيل التي تعينهم على الدمج.


و اشار إلى أن الأوامر السامية ستفتح الباب واسعاً لتوفير هذه الخدمات في المحافظات والولايات مما سيعين أسر المصابين على تأهيلهم.


وقالت المكرمة الدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية نائب رئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية بمجلس الدولة أن الأوامر السامية تعكس الاهتمام السامي الكبير والمستمر بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة والتزام القيادة الحكيمة بتوفير الدعم الكامل لهم من خلال تعزيز كافة حقوقهم وتوفير خدمات طبية وتأهيلية متخصصة تسهم في تحسين جودة حياتهم ، كما تعكس رؤية عمان 2040 في بناء مجتمع متسامح ومتقبل للاختلافات مما يعزز التضامن والتكافل الاجتماعي.


وقالت بان هذه الخطوة الهامة تبني على التشريعات والاستراتيجيات والبرامج الوطنية التي تصب نحو دمج الاشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع حيث سيسهم المركز من خلال البرامج التي يقدمها في تحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية لدى الاشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد مما يعزز تكيفهم في المجتمع واستقلاليتهم ويساعدهم على مواجهة التحديات التي يواجهونها في التفاعل مع المجتمع .


و أشارت الدكتورة عهود البلوشية إلى ان المركز سيسهم في دعم أسر الاشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد وتخفيف العبء عنهم من خلال تقديم الارشاد والتوجيه والدعم البرامجي والنفسي والمعنوي. كما سيعزز من البحث العلمي المتعلق باضطراب طيف التوحد مما يعزز من فهم هذا الاضطراب ومسبباته وطرق التعامل معه كما سيسهم في تدريب الكوادر الوطنية المتخصصة في هذا المجال.


بيئة ملائمة


وأوضح سعادة منصور بن زاهر الحجري رئيس اللجنة الصحية والاجتماعية بمجلس الشورى أن هذه الفئة بحاجة إلى تشخيص مبكر ورعاية متخصصة، كما أن أولياء أمورهم بحاجة إلى الدعم المستمر والوعي حول كيفية التعامل مع حالات التوحد وتوفير بيئة تعليمية وصحية آمنة لأطفالهم ،مشيراً بأن هذا المركز سوف تسهم في تقديم الاستشارات والبرامج التثقيفية التي تساعد الأسر في التعامل مع التحديات اليومية ، كما سيعمل المركز على تقديم أساليب العلاج الحديثة والتي تشمل العلاج السلوكي، والدعم التعليمي، والعلاج الوظيفي الشامل، والترفيه، والرعاية المؤقتة، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الطبية والمهنية المحلية على التعامل مع حالات التوحد .


وأضاف بأنه من المتوقع أن يحقق المركز أهداف كثيرة من خلال توفير خدمات تأهيلية متكاملة للأطفال والبالغين المصابين بالتوحد، وتقديم برامج تثقيفية وتوعوية للأسر حول كيفية دعم أبنائهم، وتحسين جودة حياتهم من خلال التعليم والأنشطة التي تنمي مهاراتهم. وكذلك تعزيز الوعي المجتمعي حول اضطراب التوحد وأهمية الدعم المبكر.


وأشار الحجري بأن الأوامر السامية قضت كذلك بدراسة احتياجات المحافظات لمثل هذه المراكز ووضع برنامج زمني محدد لإنشائها، اهتماماً من جلالته -حفظه الله ورعاه- بأبنائه من ذوي الإعاقة والأخذ بأيديهم لتحقيق هدف دمجهم في المجتمع.


وقالت الدكتورة نادية العجمية مديرة المركز الوطني للتوحد أن مراكز تقديم الرعاية لمصابي التوحد تلعب دورًا حيويًا في تقديم الدعم والخدمات التأهيلية العلاجية و توفير برامج علاجية متخصصة تساعد في تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية لدى حالات اضطراب طيف التوحد، كما ان هذه المراكز توفر الدعم والمعلومات للأسر حول كيفية التعامل مع المصابين بطيف التوحد، و توفير بيئة متكاملة ومهيئة من خلال ايجاد بيئة مناسبة تساعد المصابين على التكيف والتفاعل بشكل أفضل، مشيرة إلى ان المركز من حيث الخدمات التي سيقدمها يعد الاول من نوعة في الشرق الاوسط خاصة فيما يتعلق بتوفير خدمات ترفيهية مميزة ومتكاملة.


و اوضحت العجمية أن وزارة التنمية الإجتماعية سوف تبدأ في وضع الأوامر السامية موضع التنفيذ لانشاء المركز من خلال البدء في اجراءات الانشاء بأحدث التقنيات والمرافق المناسبة ودراسة احتياجات المحافظات الاخرى .


و اشارت إلى ان المركز سوف يسهم في حل العديد من التحديات منها تحسين جودة الحياة من خلال تقديم خدمات متكاملة للمصابين و زيادة الوعي في نشر المعرفة حول التوحد وكيفية التعامل معه، وتدريب الكوادر المتخصصة في التعامل مع المصابين .


وقال عبدالله بن سعيد المقبالي ولي أمرمصاب بطيف التوحد بأن الأوامر السامية تخفف معاناة الكثير من الاسر من تكبد العلاج في المراكز الخاصة او الخارج، موضحا بان المركز يفتح آمالا عريضة لبدء حياة جديدة لهذه الفئة، تمهيدا لدمجهم في المجتمع.


من جانبها قالت موزة بنت عدي الصابرية إن انشاء مركز اضطراب طيف التوح يمثل اهمية كبيرة ويخفف على الاسر الكثير من المعاناة التي كانوا يتكبدونها في سبيل علاج ابنائهم المصابين بطيف التوحد ، وسيوفر خدمات مهمةومناسبة للمصابين، مما يتيح لهم الفرصة للاندماج في المجتمع، و العيش بين اخوانهم و العمل بشكل طبيعي .


وقال منصور بن سعيد البوصافي : الاهتمام بذوي الاعاقة يمثل نهجا عمانيا قائما منذ سنوات طويلة، وهذه اللفتة الكريمة تعد تواصلا للنهج العماني الراسخ التي توليكافة شرائح المجتمع الاهتمام الذي يستحقونه.


و اشار إلى ان اسر المصابين بطيف التوحد استقبلت الاوامر السامية بكل فرح، و ستبشرت بمستقبل مشرقا للمصابين في تلقي العلاج من هذا المركز على ايادي خبراء و مختصين، يقدمون لهم الرعاية المثالية في المستقبل.


الخميس، 3 أبريل 2025

في زمن الرقمنة .. هل غيّرت وسائل التواصل مظاهر العيد؟

 

مظاهر العيد

في زمن الرقمنة .. هل غيّرت وسائل التواصل مظاهر العيد؟  


بالرغم من تمسّك العمانيين بعاداتهم الأصيلة في الاحتفاء بعيد الفطر، إلا أن الرقمنة التي تسلّلت إلى تفاصيل الحياة اليومية أحدثت تحولًا ملحوظًا في مظاهر العيد وطقوسه. وأصبح العيد في زمن وسائل التواصل الاجتماعي مزيجًا من التقاليد والحداثة. استطلعت «عمان» آراء عدد من المتخصصين وصنّاع المحتوى حول هذا التحوّل، وتأثيراته على الهوية المجتمعية وروح العيد.


التقاليد والحداثة


يرى عبدالله بن محمد العبري، أكاديمي وإعلامي متخصص أن وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن إجمالًا نفي دورها الإيجابي في تعزيز الروح الدينية، من خلال بث الوعي والرسائل والمقاطع التي تنتشر من المختصين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة التربية والتعليم، والوزارات المعنية بالعادات الاجتماعية كوزارة التنمية.


ويؤكد أن هناك جانبًا إيجابيًا كبيرًا، إذ لعبت وسائل التواصل دورًا في تعزيز القيم والعادات والتقاليد، لكنها في الوقت نفسه أدت دورًا هدامًا يضاهي الدور المعزز، ويشير إلى أن هذه الوسائل سلاح ذو حدين، ويعتمد أثرها على من يستخدمها، مستشهدًا بتجارب عائلية أنشأت مجموعات عائلية لبث روح الوعي، يقودها رب الأسرة لتوظيف هذه الوسائل بشكل إيجابي، في مقابل مجموعات تنشأ من أشخاص هدفهم هدم هذه القيم.


ويؤكد العبري أن وسائل التواصل أصبحت السائدة في طقوس التهاني والتواصل الاجتماعي، ولا يمكن إيقافها، إذ تُستخدم في جميع المناسبات، ويبيّن أن هذه الوسائل أثّرت في تقليص دور السبلة العُمانية، والتي كانت موجودة في كل قرية وكل منزل وكل قبيلة. وكانت السبلة مكانًا للتواصل والزيارات والتهاني بين الأهل والجيران، لكنها تراجعت بعد دخول وسائل التواصل.


ويضيف أن الرسائل الإلكترونية أصبحت بديلة عن الزيارات والتهاني الشخصية، مشيرًا إلى أن جيله كان حريصًا على المجالس والسبل اليومية، حيث تُتبادل فيها الأفكار وتُناقش القضايا وتُطرح المبادرات التنموية والتعليمية، لكن مع وجود وسائل التواصل تقلص دور هذه المجالس. ويرى أن هذه التحولات تؤثر على العلاقات العائلية، فقد أصبحت بعض العوائل لا تلتقي إلا في مجموعات الواتساب، مما يجعل اللقاء افتراضيًا فقط، وحتى في تجمعات العيد تبقى الهواتف حاضرة في الأيدي، ويقل التواصل اللفظي وغير اللفظي.


وفي حديثه عن العيد بين الأجيال، يتحدث عن صراع بين التقاليد والحداثة، وتمسك بالعادات في مقابل الاندفاع نحو عادات جديدة. ويستعرض العبري جانبًا من استعدادات العيد قديمًا، حيث كانت العائلات تجتمع لتحضير الذبائح والمشاكيك باستخدام مخلفات النخيل، ويُبادر الجميع بصنع أشياء تقليدية، بينما اليوم أصبحت الأدوات الاستهلاكية متوفرة بسهولة، مما قضى على كثير من المهن التي كانت مصدر رزق لعدد من الآباء والأمهات. ويرى أن الجيل الجديد يحتفل بأسلوب يحمل ملامح عمانية ممزوجة بتأثير وسائل التواصل وتقاليد الآخرين، وقد بدأت بعض الطقوس والعادات العمانية بالاختفاء، نتيجة انشغال الجميع بالأجهزة الحديثة، مما جعل اللقاء العائلي يبدو سلبيًا لا يشتمل على التفاعل والنقاشات، بل يكون كل شخص مشغولًا بهاتفه وتواصله الرقمي.


وناشد العبري الجيل الجديد بالتمسك بالقيم والعادات العمانية التي أبهرت العالم، مؤكدًا أن الموروث العماني جدير بأن يُقدم كنموذج عالمي. ويُقر بأن ليس كل العادات صالحة للاستمرار، فبعضها بحاجة إلى تغيير، لكن مجمل العادات والتقاليد العمانية تستحق الفخر والاعتزاز.


رقمنة لا تلغي الأصالة


من جانبه، يوضح الخبير الاقتصادي الدكتور قيس السابعي، أن الرقمنة والذكاء الاصطناعي، على الرغم من فوائدها الكبيرة في مختلف مجالات الحياة، بدأت تؤثر تدريجيًا على طقوس العيد في سلطنة عمان كما في دول العالم، مشيرًا إلى أن بعض العادات والتقاليد المتوارثة منذ آلاف السنين بدأت تقل نتيجة هذا الزحف التكنولوجي. ومع ذلك، يؤكد أن سلطنة عمان ما زالت متماسكة ومتمسكة بأصالتها، وتمكنت من توظيف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي يخدم الهوية الوطنية ويعزز من روح التراحم والتواصل.


ويشير السابعي إلى أن العمانيين استخدموا هذه الوسائل لتعزيز طقوس العيد، فجمعت بين الماضي العريق والحاضر المتطور، لكنها في المقابل قد تقلل من أهمية الزيارات الميدانية والتواصل الواقعي، وهي من العادات المتجذرة في المجتمع العماني. ويرى أن الرقمنة أثّرت في طقوس العيد، لكن سلطنة عمان استفادت منها بتوظيفها في خدمة التقاليد الأصيلة. ويضيف أن التجارة الإلكترونية والهدايا الرقمية أصبحت حاضرة بقوة في الأعياد، مؤكدًا أن العيدية الرقمية، وإن بدأت بالانتشار، ما زالت أقل تفضيلًا مقارنة بالنقدية التي تبقى المفضلة لدى الفئات الصغيرة، لما تحمله من فرحة وقيمة رمزية. أما التحويلات الرقمية، فهي أكثر شيوعًا بين الفئات الأكبر سنًا، ويتوقع أن تزداد مستقبلا مع تطور المجتمع.


ويؤكد أن التجارة الإلكترونية أثرت على العادات الاستهلاكية، خاصة في الأعياد والمناسبات، حيث توفر سهولة وسرعة واختيارات متنوعة. ومع أنها تحمل بعض المخاطر، إلا أنها أصبحت واقعًا يؤثر في السلوك الشرائي، مع بقاء التجارة التقليدية حاضرة بقوة في سلطنة عمان، لما تحمله من أبعاد نفسية واجتماعية. ويشير إلى أن المنصات الرقمية غيرت طريقة التسوق للهدايا بشكل كبير، لما توفره من راحة وخيارات واسعة وسرعة في الإنجاز، مما خفف من أعباء التحضير المنزلي. ويختم السابعي بأن هذه المنصات وفرت الوقت والجهد، وقللت من التردد على الأسواق، وأتاحت خيارات لم تكن مطروحة من قبل، مما يعكس تغيرًا حقيقيًا وملموسًا في طقوس الاستعداد للعيد.


محتوى يوثق الفرح


بدوره، أكد خليل بن سعيد الحسني، صانع محتوى وباحث في فنون الطهي العُمانية، أن توثيق مظاهر العيد من أزياء تقليدية، وأكلات شعبية، وزينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمر مهم للغاية، مؤكداً أن الحاجة لا تزال قائمة لتعزيز هذا التوثيق من أجل زيادة المحتوى العُماني في المنصات العالمية والتعريف به. ويدعو إلى تبنّي كل جهة اختصاص لمسؤولية تعريف العادات والطرق الصحيحة بما يضمن حماية التراث من تأثير بعض العادات الخارجية، سواء في اللباس أو الإكسسوارات أو الكلمات الدخيلة، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه تشجيع الجميع على المساهمة في نشر الثقافة العُمانية بطريقة صحيحة وراقية تحمل الحس الفني والجمالي.


ويعتبر الحسني أن ظاهرة «الفلوقات» التي انتشرت مؤخرًا وتعرض تفاصيل الحياة اليومية في المناسبات، من الظواهر الجميلة والمحببة محليا وعالميًا، نظراً لتشوق السياح لرؤية الحياة العمانية المتنوعة والحقيقية، والتي لم تظهر عالميًا بسبب قلة المحتوى وصناع المحتوى العمانيين والدعم المؤسسي المحدود. وفي الوقت ذاته، يُقر الحسني بوجود بعض الملاحظات والسلبيات التي قد تمس خصوصية بعض الأفراد، إلا أن الجانب الإيجابي يتمثل في ازدياد تقبّل الناس لفكرة تعريف الآخرين بمناطقهم وطقوس أفراحهم وتراثهم وأزيائهم والتمسك بتقاليدهم.


وفيما يتعلق بتغير طبيعة المحتوى العيدي على المنصات الرقمية خلال السنوات الأخيرة، يوضح خليل الحسني أن هناك توجهين، أحدهما يركّز على التباهي، والآخر يعكس الاهتمام المتزايد بالطابع الاجتماعي والثقافي للعيد. ويشير إلى أن صناع المحتوى باتوا يتنقلون بين الولايات لرصد التقاليد وطقوس الفرح وجمال اللبس العُماني والفنون المختلفة، كما أن التنافس بين المحافظات، في ظل الإدارة اللامركزية، ساهم في تنظيم فعاليات ترفيهية تسهم في تسويق المناطق وتعزيز الجانب المجتمعي والثقافي للعيد.


روح العيد المفقودة


من جانبها، تساءلت أشرقت المعمرية، كاتبة محتوى: هل أفقدتنا الرقمنة روح العيد؟ وتصف ما أتاحته الرقمنة من سهولة وتيسير في حياتنا، مشيرة إلى ما لاحظته من تغيّر في بعض الممارسات السابقة مثل التسوق الرقمي، التهنئة الرقمية، والعيدية الرقمية.


وتلاحظ أن الأسواق التقليدية وإحياء الهبطة والعيود لم تعد كما كانت من قبل تعج بالناس وتحمل روح المكان، وأضافت: في عالم اليوم تعرض المتاجر الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي مختلف أنواع البضائع، حتى الذبائح باتت تُوفر وتُوصّل إلى المنازل، في منافسة واضحة للهبطات.


وترى المعمرية أن الناس اكتفوا اليوم بالتنافس في تصميم التهاني الرقمية وإرسالها عبر الواتساب، أو الإنستجرام والسناب شات، دون حرص على المعايدة الحضورية، وافتقدت الزيارات التي كانت تزدهر بروح التجمعات وأحاديث الأحوال وتنافس «المعازم».


طفولة خلف الشاشات


وعبرت أشرقت المعمرية عن أسفها لما آلت إليه أجواء الطفولة، فبعد أن كانت أصوات الأطفال تملأ الساحات والمجالس بالفرحة واللعب المستمر من الصباح حتى الليل، وحضورهم الفعال في الرزفة وغيرها من الفنون، أصبحت الألعاب الرقمية والإنترنت تحتكر تلك الأصوات في عالمها الخاص. ورغم هذه التغييرات، تؤكد أشرقت أن للرقمنة فضلًا كبيرًا في تسهيل سبل الحياة، غير أن التحدي الحقيقي هو في تحقيق التوازن في استخدامها، والحفاظ على الروابط الاجتماعية، مؤكدة أن روح الاحتفالات في عُمان تزداد جمالًا بوجود روابط اجتماعية حية وفاعلة.


السبت، 29 مارس 2025

سفارة سلطنة عُمان في بانكوك تؤكد عدم تسجيل أي إصابات بين المواطنين العُمانيين جراء زلزال ميانمار

 

زلزال ميانمار

سفارة سلطنة عُمان في بانكوك تؤكد عدم تسجيل أي إصابات بين المواطنين العُمانيين جراء زلزال ميانمار 



 أكدت سفارة سلطنة عُمان في بانكوك أنها تتابع عن كثب تطورات الأوضاع وتصريحات السلطات التايلندية المعنية حول زلزال ميانمار وتأثيراته على تايلند، ولم يتم تسجيل أي إصابات بين المواطنين العُمانيين الموجودين في مملكة تايلاند حتى اللحظة.


ودعت السفارة المواطنين العُمانيين إلى توخي الحيطة والحذر، والالتزام بتعليمات السلطات المحلية، والاتصال بالرقم الخاص بطوارئ السفارة 66638871775 في حال الحاجة إلى أي مساعدة أو استفسار.


وضرب زلزال قوي بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر الأراضي الميانمارية ظهر اليوم مخلفًا آثارًا ملموسة امتدت إلى مملكة تايلاند المجاورة، حيث شعر السكان في العاصمة بانكوك والعديد من المحافظات التايلندية باهتزازات استمرت لأكثر من دقيقة في بعض المناطق.


وأشار قسم مراقبة الزلازل بإدارة الأرصاد الجوية التايلندية أن مركز الزلزال يقع على عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض، وأن الهزة وقعت تحديدًا في الساعة 1:20 ظهرًا بالتوقيت المحلي في مدينة ماندالاي وسط ميانمار، على بعد نحو 326 كيلومتراً من الحدود الشمالية لتايلاند المتاخمة المحافظة ماي هونغ سون.


وأفادت إدارة الأرصاد الجوية التايلندية بأن تأثيرات الزلزال امتدت إلى مناطق واسعة من المملكة حيث شعر بها السكان في العاصمة بانكوك والمحافظات الشمالية مثل شيانغ راي وشيانغ ماي وكذلك المحافظات الشمالية الشرقية مثل ناكون راتشاسيما، والمحافظات الوسطى مثل ناكون ساوان، الأمر الذي دفع السُلطات المحلية لإخلاء المباني بشكل احترازي، كما أعلنت العديد من الشركات والمؤسسات إغلاق مؤقت مراعاة للسلامة العامة.


وشعر قاطنو الأبراج والمباني المرتفعة في العاصمة بانكوك، وبالأخص في المنطقة التجارية بسيلوم، باهتزازات قوية وواضحة أدت إلى حالة من الذعر دفعتهم إلى الإخلاء الفوري للمباني.


واضطرت هيئة النقل العام إلى تعليق خدمة مترو الأنفاق بشكل مؤقت بعد شعور الركاب بتأرجح القطارات بشكل ملحوظ وامتدت تأثيرات الزلزال لتطال خدمات الاتصالات، وعانى المستخدمون من انقطاعات متقطعة في خدمات الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول.


وانهار مبنى شاهق قيد الإنشاء في منطقة جاتو تشاك شمال العاصمة، وباشرت فرق الطوارئ والإنقاذ عمليات البحث والإنقاذ، فيما تعمل السلطات المختصة على تقييم حجم الأضرار ومراقبة احتمالية حدوث هزات ارتدادية خلال الساعات القادمة.

الأحد، 23 مارس 2025

محاضرات ودروس قرآنية تضيء ليالي رمضان بالداخلية

 

محاضرات ودروس قرآنية تضيء ليالي رمضان بالداخلية

محاضرات ودروس قرآنية تضيء ليالي رمضان بالداخلية 


تشهد مختلف ولايات محافظة الداخلية خلال أيام وليالي شهر رمضان المبارك تنفيذ سلسلة محاضرات ودروس وعظية وحلقات تدريسية وندوات أعدتها إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الداخلية ضمن برنامج حافل يغطي مجموعة كبيرة من الجوامع والمساجد سعيًا لاستغلال روحانيات الشهر الفضيل، وتتناول المحاضرات مجموعة من العناوين المتنوّعة الهادفة لتعريف المسلمين بأمور دينهم ومتابعة الأمور المتنوّعة المتعلقة بالفقه والعبادات.


ففي جامع نزوى، أقيمت محاضرة "الدين المعاملة" قدّمها الدكتور محسن بن ناصر السالمي، تحدث فيها عن علاقة الإنسان بربه وحسن المعاملة التي تؤدي إلى حسن المعاملة مع الناس وسائر المخلوقات في الأرض، حيث ركز على ربط قلب الإنسان بالعبادة وتصفيته من الأحقاد والحسد، وبين أهمية حسن المعاملة بين الناس لتماسك المجتمع المسلم.


كما نظّمت لجنة الزكاة والصدقات بولاية نزوى محاضرة "الزكاة حياة للمجتمع" قدّمها الدكتور يعقوب بن هلال الشرياني، نائب رئيس اللجنة، وتناول فيها عدة محاور عن أهمية الزكاة وما ورد فيها من آيات تفرض مشروعيتها، موضحًا بركة الزكاة للمال وكذلك الفرق بين الزكاة والصدقات.


وقال الشرياني: إن الزكاة مقرونة في غالبية آيات القرآن بالصلاة، والحكمة منها هي تحقيق المساواة وانتزاع الحقد والكره من قلب الفقير وانتزاع الشح والبخل من قلب الغني لتحقيق التآلف بين الأفراد، موضحًا الأثر الذي تتركه الزكاة في نفوس الناس، وتناول أهمية المحافظة على فريضة الزكاة وضبط إخراجها وتوجيهها للمستحقين من خلال وجود لجنة مخصصة بالولاية حلت الكثير من الإشكاليات وأتاحت للكثير الالتزام بالمواقيت الخاصة حين حلول النصاب، كما أوضح أن اللجنة تعمل على توزيع الزكاة على جميع الفئات المستحقة، مشيرًا إلى أن اللجنة قد استطاعت صرف ما يزيد على 7.5 مليون ريال عُماني للمستحقين على مدى تسع سنوات منذ إنشائها.


كما أقيمت محاضرة بجامع نزوى بعنوان "وما النصر إلا من عند الله" ألقاها محمد بن زهران الإسماعيلي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تحدث فيها عن نعم الله التي وهبها للإنسان كمجالس العلم، وأهمية استغلال موسم الخيرات في رمضان باعتبار شهر رمضان هو شهر النصر والفتوحات كغزوة بدر وفتح مكة، وتناول مقومات النصر كما وردت في الآيات.


كما أقيمت محاضرة "الزكاة بركة في الدنيا ومفتاح للجنة" ألقاها عمر بن عبدالعزيز الجامودي، واعظ بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تحدث فيها عن تعريف الزكاة وأهميتها في المجتمع المسلم، كما أشار إلى نتائج إخراج الزكاة وآثار منعها في المجتمع وما تمثله من تحقيق للتكافل الاجتماعي.


الثلاثاء، 18 مارس 2025

تعزيز الوعي البيئي بين طلبة شمال الشرقية

 

الوعي البيئي


تعزيز الوعي البيئي بين طلبة شمال الشرقية  

نظمت هيئة البيئة بمحافظة شمال الشرقية برنامجًا توعويًا بالتعاون مع مدرسة اليحمدي للتعليم الأساسي، بمشاركة أعضاء من المجلس البيئي الطلابي في المحافظة، وذلك احتفاءً بفعالية "ساعة الأرض" التي ستُقام يوم السبت المقبل، ويهدف البرنامج إلى تعزيز الوعي البيئي بين الطلبة وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في جهود الحفاظ على البيئة.


تضمن البرنامج محاضرة توعوية تناولت أهمية "ساعة الأرض"، والتي تأتي هذا العام تحت شعار "معًا نحو أكبر ساعة للأرض". وأكدت المحاضرة على أهمية ترشيد استهلاك الطاقة وحفظ موارد كوكبنا، مع إبراز دور الطلاب في تقليل استهلاك الطاقة لضمان بيئة أفضل للأجيال القادمة. كما تم تنظيم ورشة تلوين احتفالًا بهذه المناسبة البيئية.


كما تم تقديم محاضرة أخرى تناولت قرار حظر الأكياس البلاستيكية رقم 8 /2024، حيث تم تعريف الطلاب بأهمية الالتزام بهذا القرار لتقليل تأثير البلاستيك على البيئة. وناقشت المحاضرة المخاطر التي يشكلها البلاستيك على البيئة والمجتمع، بالإضافة إلى استعراض الخطة الزمنية التي وضعتها هيئة البيئة للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية.


في ختام الفعالية، تم توزيع شتلات برية وإصدارات بيئية وأكياس صديقة للبيئة على الطلاب المشاركين، وذلك بهدف تعزيز الوعي البيئي وتشجيعهم على تبني سلوكيات مستدامة في حياتهم اليومية.