في أعقاب إعلانه عن المبادئ العشرة، ودعوته إلى تنظيم فعاليات فوضوية في الشارع، اعتقلت قوات الأمن البنغالية، الشيخ شفيق الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، الأمر الذي رأى فيه مراقبون، إيذاناً بتطور المواجهة بين حكومة حزب عوامي والإخوان.الجماعة الإسلامية التي أربكها اعتقال الرجل الأول فيها
أعلنت في بيان مقتضب تعيين نائب أمير الجماعة الإسلامية، والنائب البرلماني السابق مجيب الرحمن، أميراً للجماعة الإسلامية بالوكالة حسب ما تقتضيه اللائحة، وأرجعت ذلك القرار إلى ما أسمته "الظروف السياسية غير المستقرة، التي تشهدها الساحة السياسية المحلية، والتي طرأت نتيجة اعتقال أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن".
بدوره، أعلن القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، يوم 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، تعليق انطلاق المسيرات الجماهيرية الغاضبة المعلنة مسبقاً في مدن ومقاطعات البلاد، والتي كان من المقرر انطلاقها في 24 كانون الأول (ديسمبر) الجاري حتى إشعار آخر، لافتاً إلى أنّه سوف يتم الإعلان عن الموعد الجديد لاحقاً.
من جهتها، حاولت الجماعة الإسلامية نفي الاتهامات الموجهة إلى أميرها؛ حيث أصدر القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية، مجيب الرحمن في 14 كانون الأول (ديسمبر ) الجاري، بياناً أدان فيه بشدة ما وصفه بــ "الحملة الإعلامية الشعواء، ضد أمير الجماعة الإسلامية شفيق الرحمن، والمحاولات المستميتة لتوريطه في قضية ملفقة ومفبركة وكاذبة"
بحسب مزاعمه، دون أن يفنّد ذلك، أو يطرح أي دفوع لما وجه لجماعته من اتهامات. وأضاف: "الدكتور شفيق الرحمن شخصية سياسية معروفة منذ سنوات، وهو زعيم سياسي ديمقراطي بالدرجة الأولى، ويتمتع بشخصية نظيفة، وما محاولة بعض الصحف اليومية والمواقع الإخبارية بتصويره على أنّه شخصية متشددة أمر سخيف ومثير للسخرية
وهي بعيدة تماماً كل البعد عن الحقيقة". لافتاً إلى أنّ "جميع أنشطة أمير الجماعة الإسلامية يعرفها القاصي والداني على حد سواء". متجاهلاً الاجتماعات السرية التي تعقدها الجماعة في أنحاء البلاد، باستغلال المساجد، وهو ما كشفت عنه أجهزة الشرطة البنغالية.
مجيب الرحمن استخدم المنهج الدائري أكثر من مرة في بيانه، باستخدام لغة خطابية، متهماً الحكومة باختلاق قضية الإرهاب قائلاً: "قضية الإرهاب ظهرت على السطح؛ لأنّ الحكومة فشلت في ترويض الجماعة الإسلامية، وهذه الحملة الشعواء هي جزء من هذه المؤامرة الكبيرة".
نافياً بشدة "أن تكون هناك أيّة علاقة بين الدكتور شفيق الرحمن والجماعة الإسلامية والإرهاب"، مدعياً أنّ الجماعة الإسلامية "لا تدعم أيّاً من الجماعات المسلحة".الجماعة الإسلامية نظمت يوم الخميس الموافق 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري مؤتمراً صحفياً في العاصمة داكا، تحدث فيه القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية
والذي أدان من جديد ما وصفه بــ "الافتراءات والاتهامات الموجهة لأمير الجماعة الإسلامية المعتقل، الشيخ شفيق الرحمن، من قبل فريق الادعاء العام". وطالب بالإفراج الفوري عنه.مجيب الرحمن قال إنّ الجماعة الإسلامية حزب سياسي ديمقراطي نموذجي لعب دوراً محورياً في جميع الحركات الديمقراطية
لافتاً إلى أنّ الجماعة تريد تغيير الحكومة في عملية ديمقراطية منهجية. دون أن يفسر الدعوة التي أطلقها شفيق الرحمن، إلى تظاهرات فوضوية في أنحاء البلاد، للإطاحة بالحكومة.مجيب الرحمن ادعى أنّ "الجماعة لعبت دوراً رائداً ضد الإرهاب، خلال حكومة التحالف المكونة من أربعة أحزاب، وبسبب دورها المحوري ضد التطرف، تعرّض العديد من نشطاء الجماعة لهجمات إرهابية من قبل هذه الأحزاب
حيث قُتل القيادي في الجماعة الإسلامية لمدينة جهالوكاتي والمدعي العام للمدينة السيد حيدر علي، في حادثة تفجير بالقنابل؛ بسبب تعامله مع قضايا مكافحة الإرهاب، فيما تعرض الصحفي البارز والقيادي المحلي للجماعة لمدينة خولنا، ورئيس اتحاد الصحفيين، ونائب رئيس نادي خولنا للصحافة الشيخ بلال الدين، لهجوم بالقنابل، ما أدى إلى مقتله على الفور بسبب كتاباته ضد هذه المنظمات الإرهابية".
الدكتور أحمد فؤاد أنور، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمتابع لملف الإخوان في بنغلاديش، فنّد مزاعم مجيب الرحمن، لافتاً إلى أنّ الإخوان حينما كانوا جزءاً من حكومة التحالف، وقع خلاف بينهم وبين التيارات الإرهابية التي كانت متحالفة معهم، بسبب محاولة الإخوان الاستيلاء على الكعكة دون اقتسام المناصب مع غيرهم من الجماعات الإرهابية، فوقعت حوادث الإرهاب المشار إليها.
0 Comments: