الثلاثاء، 7 مارس 2023

تأثير حظر الإخوان فى جزر القمر وباراجواى على مستقبل الجماعة

 

الإخوان

جاء قرار باراجواي بإدراج جماعة الإخوان في قائمة الإرهاب هو جزء من جهد أوسع لقمع التطرف وتمويل الإرهاب وتعد منطقة الحدود الثلاثية- وهي منطقة ثلاثية الحدود بين الأرجنتين وباراجواي والبرازيل- منطقة ينعدم فيها القانون لطالما كانت مركزًا للأنشطة غير المشروعة حيث تم الكشف عن مجموعات إسلامية أخرى مثل حزب الله والقاعدة تعمل في تلك المنطقة وتشارك في تهريب المخدرات والأسلحة، غالبًا بمساعدة الكارتلات، من أجل تمويل أنشطتها الأخرى، ويُزعم أن حزب الله يدر 200 مليون دولار سنويًا من خلال أنشطته في تلك المنطقة، في حين أن إدراج هذه المنظمات المتطرفة في قائمة الإرهاب يعد خطوة مهمة، يجب أن تكون هناك استراتيجية طويلة الأجل تنطوي على قدر أكبر من التنسيق بين البلدان الثلاثة للحد من الفوضى في تلك المنطقة وتعطيل شبكات التهريب. 

فجاء حظر دولة جزر القمر أيضا الإخوان يرجع جزئيًا إلى عدم الاستقرار والتهديد الإرهابي السائد في شمال موزمبيق، لا سيما في مقاطعة كابو ديلجادو، ما يهدد بزعزعة استقرار البلدان المجاورة، بما في ذلك جزر القمر، فقد أدت الفوضى في كابو ديلجادو إلى تحويل المنطقة إلى طريق تهريب مهم لمختلف الأسواق غير المشروعة مثل العاج والأخشاب والياقوت والأسلحة والأهم من الهيروين حيث تعهدت حركة الشباب في موزمبيق بالولاء لتنظيم داعش ونفذت العديد من الهجمات الإرهابية في المنطقة، كما أنها متورطة بشدة في عمليات التهريب من أجل تمويل أنشطتها، علاوة على ذلك، فهم يستغلون الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية من أجل جعل السكان راديكاليين وتوسيع وجودهم، ومن خلال حظر جماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات المتطرفة، فإنها تمنع جزر القمر من أن تصبح ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية، وتبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الإفريقي، بأنها ملتزمة بمكافحة الإرهاب".

وتعد جماعة الإخوان ليس لها حضور قوي بشكل خاص في باراجواي وجزر القمر، لكن هذه القرارات تتعلق أكثر بمنع صعود جماعة الإخوان، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها الفساد والاتجار وانعدام القانون، قد يكون تأثير هذه القرارات محدودًا من الناحية العملية ولكنها ذات أهمية رمزية لأنها تعيد تأكيد جهود كلا البلدين في محاربة الجماعات المتطرفة الأخرى ذات الأيديولوجيات المماثلة، كما تشجع هذه القرارات الدول الأخرى على تبني موقف مماثل تجاه الإخوان المسلمين.وأشارت إلى معظم أن الدول الأوربية امتنعت عن حظر الإخوان لأن الجماعة تعتبر رسميًا منظمة غير عنيفة من وجهة نظرهم، ومع ذلك فهي أيضًا جماعة متطرفة تسهم في التطرف وزعزعة الاستقرار، علاوة على ذلك، ابتليت جماعة الإخوان بالقتال الداخلي والفساد، بينما تكافح أيضًا لجذب أعضاء جدد وتحديد رؤية أو استراتيجية واضحة.

يمكننا أن نرى أن نفوذهم ضعيف بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وفي الوقت نفسه يبدو أن المزيد من الدول على استعداد لتبني موقف أكثر صرامة ضدهم.وقال جواس واجيماكرز، البروفيسور من جامعة أوتريخت في قسم الفلسفة والدراسات الدينية لـ"الدستور": إن حظر الجماعة في جزر القمر وبارجواي ربما لن يكون له تأثير كبير على الوضع في أوروبا وهذه ليست دولًا مهمة في توجيه السياسة الخارجية للدول الأوروبية وفي الحقيقة، لكن سيكون له تأثير كبير على الإخوان بشكل عام.وأضاف: "أما بالنسبة لحظر الإخوان بعض الدول الأخرى في الوطن العربي وأوروبا: فهذا سيكون له أثر، ومن الواضح أن جماعة الإخوان قد مرت بتجارب ومحن من قبل، بما في ذلك في العالم العربي، ولكن يبدو أيضًا أنها منقسمة تمامًا الآن".

وأشار واجيماكرز إلى أنه في الستينيات من القرن الماضي كانت الجماعة أيضًا منقسمة تمامًا في مصر، لكنها الآن منقسمة أيضًا تنظيميًا وحتى ماليًا، مما يجعل التغلب على المشكلات الداخلية أكثر صعوبة وعلى هذا النحو، أصبحت المساحة المتاحة للإخوان المسلمين للعمل فيها صغيرة بشكل متزايد.وأكد واجيماكرز أن هناك أوجه التشابه بين الإخوان وداعش وبوكو حرام، حيث يريد الثلاثة حكمًا إسلاميًا متشددا أكثر مما هو موجود حاليًا في البلدان ذات الأغلبية المسلمة.

0 Comments: