ملتقى بصلالة يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي في الإعلام الجديد

ناقش ملتقى الإعلام الجديد والعصر الرقمي الذي أقيم اليوم بولاية صلالة تأثير التطور التكنولوجي على وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، بالإضافة إلى استراتيجيات التسويق الرقمي ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير الطرق التقليدية للتواصل والإعلام.

كما ناقش أهمية الإعلام الجديد والعصر الرقمي في العصر الحديث وتأثير التكنولوجيا على وسائل الإعلام التقليدية والتغييرات التي سببتها في عمليات الإنتاج والتوزيع واستهداف الجمهور كما تناول التحولات في وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الحيوي في تشكيل الرأي العام ونقل الأخبار بسرعة وفعالية.

تهدف أعمال الملتقى إلى تسليط الضوء على مستقبل الإعلام العُماني في عصر الذكاء الاصطناعي واستعراض مدى تأثير تقنيات هذه التكنولوجيا على صناعة المحتوى بمهنية ومصداقية وحيادية واستقلالية تحريرية، إضافة إلى تهيئة النقاش أمام المشاركين لبحث إمكانية تأطير جُملة ضوابط أخلاقية لممارسات الذكاء الاصطناعي في الفضاء الإعلامي والضوابط التشريعية والقانونية المُحدِّدة لها، ومُتطلبات المُواكبة من حيث تطوير المهارات والكفاءات، وتوسيع دائرة المعرفة وتعزيز الفهم الجيد والتوظيف المثالي للذكاء الاصطناعي في كافة الممارسات الإعلامية.

وقال حاتم بن علي الطائي الأمين العام للملتقى: إنَّ استشراف مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي، يفرض علينا التسليم ابتداء بأننا نعيش في خضم عالم رقمي متجدد، تتمايز فيه وسائل الإعلام بمحتواها الرقمي المواكب للمتغيرات والتطورات، وهو ما يفرض علينا مسؤولية كبيرة للارتقاء بمستوى المحتوى الإعلامي المقدّم.

وأوضح أن توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام من الممكن أن يتمثل في تحليل الأرقام والبيانات؛ عَبْر توظيف خوارزميّات الذكاءِ الاصطناعيّ، للحصُول على تحْليلات وتقديرات، يقوم المُحرر الصحفي بمعالجتها بما يتواءَمُ مع السياساتِ التحريريَّة والضوابطِ والمعاييرِ الإعلاميَّة المُتَّبعَة وكما يُمكنُ للذكاءِ الاصطناعيِّ أنْ يُسَاعِد المحرِّرين في معرفةِ توجُّهاتِ الرأيِ العَام؛ من خلالِ إجراءِ مسحٍ رقميٍّ للمحتوَى الرقميِّ المنشُور على أيٍّ من منصَّاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ.

من جانبها الدكتورة المكرمة عائشة الدرمكية عضو مجلس الدولة:على الرغم من الفوائد العديدة والمنافع الواسعة النطاق التي يوفرِّها الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيقاته في الإبداع والابتكار، والتي تنعكس على المجتمعات البشرية والقطاعات التنموية، والبيئة والنظم الإيكولوجية عموما، إلاَّ أن هناك مخاطر وتحديات متزايدة خاصة فيما يتعلَّق بحقوق الإنسان والحُريات والقيم والمبادئ الأخلاقية وبالثقافة المجتمعية والهُويات الوطنية التي يجب المحافظة عليها وحمايتها ورعايتها، ولهذا فإن من المهم وجود سياسات ضابطة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتنظيم الوسائل التكنولوجية الخاصة به، وإيجاد أُطر تنظيمية تعزِّز الاستفادة من تلك التطبيقات وتعظِّم قيمتها المضافة من ناحية، وتدفعها إلى احترام معايير القيم الأخلاقية المحلية والإقليمية، وحماية الثقافات وخصوصياتها من ناحية أخرى.

تضمنت فعاليات الملتقى عددًا من أوراق العمل حيث قدم الدكتور أحمد بن علي المشيخي باحث وأكاديمي في السياسات الاتصالية وإدارة الأزمات ورقة عمل بعنوان: "الإعلام الجديد وفرص الاستثمار في بناء الوعي الجمعي" وقدم الدكتور محمد بن عوض المشيخي ورقة عمل بعنوان: "الإعلام العماني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.. الفرص والتحديات".

وقدم المستشار عبيدلي العبيدلي رئيس الاتحاد العربي لتقنية المعلومات ورقة عمل حول الإعلام وتقنيات الذكاء الاصطناعي، كما أقيمت حلقتا عمل الأولى بعنوان: "المحتوى الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي" قدمها أحمد الشيخ خبير الإعلام الرقمي وحلقة العمل الثانية بعنوان: "التزييف الإلكتروني وآليات المواجهة" قدمها الخبير البحريني غسان بن يوسف الشهابي.