زيارة جلالة السلطان المعظم إلى إسبانيا ترسّخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
تأتي زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى مملكة إسبانيا الصديقة تأكيدًا على حرص سلطنة عُمان على تعزيز علاقاتها الدولية، خاصة مع الدول الصديقة ذات العلاقات التاريخية الممتدة. وتُعد هذه الزيارة محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية، حيث تستند إلى أكثر من خمسين عامًا من التعاون والتفاهم بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما السياسية والاقتصادية.
شهدت العلاقات العُمانية الإسبانية خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، لا سيما في الجانب الاقتصادي والاستثماري، حيث لعب الصندوق العُماني الإسباني (SOPEF) دورًا بارزًا في دعم الاستثمارات الثنائية وتوسيع مجالات الشراكة بين مؤسسات القطاعين العام والخاص. ويُعد تأسيس هذا الصندوق ثمرة تعاون استراتيجي بين جهاز الاستثمار العُماني وشركة كوفيديس الإسبانية، وبلغ حجم استثماراته 133 مليون ريال عُماني موزعة على قطاعات متنوعة.
تمتد أوجه التعاون بين البلدين لتشمل مجالات الثقافة والسياحة والتعليم، في ظل جهود مشتركة لتعزيز الحوار الحضاري والتبادل الثقافي. وقد أثمرت المشاركة العُمانية المتميزة في معرض "فيتور" السياحي الدولي بإسبانيا عن فوز جناح سلطنة عُمان بجائزة أفضل تصميم مبتكر، ما يعكس المكانة المتنامية لعُمان كوجهة سياحية عالمية. كما تسعى الدولتان إلى تطوير التعاون الأكاديمي واللغوي، بما يدعم التقارب الإنساني ويعزز العلاقات طويلة الأمد.