خطر يهدد ملاذ الإخوان الأخير... تعريف بريطاني جديد للإرهاب
"المجلس الإسلامي في بريطانيا مرتبط بصورة سرّية بالإخوان المسلمين"، بذلك العنوان خرج تقرير منشور على صفحات (التايمز) عام 2015، وقد اعتمدت (التايمز) على تقرير للحكومة البريطانية يقول إنّ أكبر مؤسسة إسلامية، وأكبر جماعة للطلبة المسلمين في بريطانيا، لهما صلات غير معلنة بجماعة الإخوان المسلمين.رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت ديفيد كاميرون قال تعليقاً على التقرير: "الجماعة لن تحظر في بريطانيا" مستدركاً: "إنّ وجود صلات بها، سينظر إليه بوصفه مؤشراً محتملاً على التطرف".
بيد أنّ ذلك المؤشر تحرك بالفعل لدى الحكومة البريطانية؛ ممّا دفعها الخميس الماضي 14 آذار (مارس) إلى تقديم تعريف حكومي جديد للتطرف يختلف عن سابقه عام 2011. يتمثل في: "ترويج أو تعزيز إيديولوجية تقوم على العنف أو الكراهية والتعصب، تهدف إلى تدمير الحقوق والحريات الأساسية أو تقويض أو استبدال الديمقراطية البرلمانية الليبرالية في بريطانيا، أو خلق بيئة للآخرين عن عمد لإحباط تلك النتائج".
وزير المجتمعات المحلية مايكل غوف حدد بالأسماء منظمات مثل: "الرابطة الإسلامية في لندن"، التابعة لجماعة الإخوان، على اعتبار أنّها تشكّل بارتباطاتها بالإسلام السياسي والجماعات الأصولية ومنها الإخوان خطراً على الديمقراطية.
تحركات بريطانيا جاءت رداً على تواطؤ استمرّ عقوداً بينها وبين جماعات الإسلام السياسي، سمح لها بالعمل بكل حرية داخل أراضيها، دون الوضع في الاعتبار صلات تلك الجماعات بالعنف الذي ضرب الشرق الأوسط والعالم، مستفيدة من مكاسب وجود تلك الجماعات على أراضيها.
أكد ذلك بعض الوثائق البريطانية السرّية المفرج عنها عام 2019، والتي كشفت أنّ بريطانيا استغلت شعبية وتأثير جماعة الإخوان المسلمين لشن حروب نفسية ودعائية سرّية على أعدائها، من أمثال الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، خلال العقد السابع من القرن الماضي.
وحسب الوثائق، فقد روّجت بريطانيا منشورات تحمل اسم الجماعة تهاجم فيها بقسوة سلوك الجيش المصري خلال وجوده في اليمن، الذي كان ساحة للصراع بين نظام عبد الناصر الجمهوري الجديد من جانب، وبريطانيا الاستعمارية من جانب آخر.وركز أحد المنشورات على أنّ الجيش المصري "استخدم أسلحة السوفييت الشيوعيين في قتل اليمنيين المسلمين". ووصف المصريين بأنّهم "كفرة وأبشع من النازيين".
العلاقة بين المخابرات البريطانية وتنظيم الإخوان المسلمين ليست وليدة الحرب اليمنية؛ فالبداية كانت مع صعود نفوذ الإخوان في مصر ثلاثينيات القرن الماضي، ممّا دفع بريطانيا إلى تمويل تأسيس أول مركز عام للجماعة في مدينة الإسماعيلية؛ فطبقاً لما أورده مهندس تأميم قناة السويس مصطفى حفناوي في مذكراته التي نُشرت باللغة الفرنسية قبل (5) أعوام، ذكر أنّه لم يجد أيّ إشارة في جميع ملفات قناة السويس إلى تبرع الهيئة للجماعة كما أورد حسن البنا في مذكراته، والمبلغ كان كبيراً بتقديرات ذلك الوقت؛ فمن أين حصل عليه؟ حقيقة أكدها المؤرخ والصحفي البريطاني مارك كورتيس في كتابه المهم: "التاريخ السرّي لتآمر بريطانيا مع الأصوليين".
0 Comments: