الثلاثاء، 23 أبريل 2024

قراءة في حكم اخوان السودان لمدة 3 عقود.. وعلاقتهم بالحرب الدائرة

 

السودان

قراءة في حكم اخوان السودان لمدة 3 عقود.. وعلاقتهم بالحرب الدائرة

بمناسبة الذكرة السنوية للحرب في السودان التي اشعلها الاخوان المسلمين، سلطت الكثير من وسائل الاعلام الضوء على كوارث الاخوان المسلمين في السودان طوال 3 عقود   ووفق التقرير  فانه من خلال تجربة “الإخوان” في الحُكم في العديد من البلدان العربية كمصر وتونس والمغرب، وفشلها الذريع ولفظها من قِبل الأُطر الاجتماعية تظهر سياستهم الإقصائية الإثنية التي تقسم المجتمع إلى جماعة “الإخوان”، والمؤمنين بدعوتها وغيرهم من فئات المجتمع.


ويتضح هذا أكثر في تجربة “الإخوان” في السودان التي تتميز باختلافها عن كافة التجارب “الإخوانية”، فعلى الرغم من أن كل تجربة للجماعة، لها اختلافها وتلونها باللون الاجتماعي والسياسي الواقعة فيه إلا أن تجربتهم في السودان تختلف ، في أنها كانت هي النظام الذي تمت الثورة عليه بعد ثلاثين عاماً من الحكم، وليست أحد عناصر الثورة كما تزعم في العديد من البلدان العربية أولها مصر، وتتميز هذه التجربة في بطلان حجة الجماعة المعتادة بأنها لم تخوض التجربة كاملة، لأنها هنا ظلت تحكم ثلاثة عقود من الزمن، كما أنها توضح هدف “الإخوان” من التمكين وسياستهم لتنفيذ هذا الهدف إلى حدّ تقسيم السودان إلى ميليشيات عديدة تتحارب فيما بينها، دون السعي لمصلحة الدولة والشعب بقدر السعي إلى الحُكم والتمكين في المجتمع السوداني.

وردا على التساؤل حول ما قدّمته هذه الجماعة طوال ثلاثين عاماً للسودان وهم في منصات الحكم والإدارة السياسية والعسكرية والمدنية، فلا يمكن أن نقول إن نظام عمر البشير “إخواني” بالكامل، ولكنه كان نظاماً إسلامياً يعمل على تمكين “الإخوان”، وتمكنت الجماعة بالفعل من كافة نواحي الدولة للحدّ الذي يجعلنا نقول إن تجربة البشير تجربة عاش فيها السودان في ظل هذه الجماعة الإسلاموية، فإذا كان لم يقول الرئيس المخلوح صراحة بأن الحكم في السودان يُقاد من “الإخوان”، فإن الواقع يقول بأنهم كانوا يملكون البنية الفعلية للدولة.

واضاف:"الواقع أن السودان لم تشهد طوال حكم الإخوان أي تطوّر ملحوظ أو حركة اجتماعية أو سياسية، بل ظلت راكدة كغيرها من دول الجوار وخروج الشعب في 2018 والإطاحة بنظام حكم البشير الذي مثّل ضربة قاسمة للجماعة".

وحسب تصريح للباحث السوداني عبد الجليل سليمان ، فإن “الإخوان” طوال فترات تواجدهم في السودان ووجودهم ضمن نظام الحكم إن يكن كله، سعوا إلى التمكين داخل كافة أجهزة الدولة أكثر من سعيهم لسد احتياجات المجتمع السوداني والنظر في مشاكله، فسيطروا على بنية الدولة كاملة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، فلا توجد قوى سياسية غير “الإخوان” في السودان، والأكثر من ذلك احتكروا الصناعات والاستيراد والتصدير، ولا ننظر في قيادة أو مؤسسة إلا “والإخوان” هم أغلب عناصرها ويحاصرونها.

0 Comments: