الأربعاء، 12 يونيو 2024

أشهر الشخصيات النسائية في تنظيم الإخوان المسلمين

 

الشخصيات النسائية


 أشهر الشخصيات النسائية في تنظيم الإخوان المسلمين

تكتظ جماعة الإخوان المسلمين بشخصيات مشهورة، أغلبها من الرجال، ونادراً ما تخرج الجماعة أيّ عنصر نسائي للعمل العام، إنّ هذا الضمور يعود أساساً إلى نظرة الجماعة إلى المرأة، التي لا تحبّذ ظهورها، كما لا تمكنها من المناصب القيادية بالجماعة، وربما يرجع هذا لرؤية المؤسس حسن البنا للمرأة بصفة عامة؛ إذ تنصّ لائحة الأخوات، الصادرة في 1944، في ( المادة 3 فقرة ز): "يمنع منعاً باتاً تكوين هيئات إدارية مستقلة للسيدات، حتى لا يشغلن أنفسهن بتشكيلات وتسميات لا طائل تحتها، ولا خير فيها؛ بل يتفرغن تفرغاً كاملاً للاستفادة من الدروس وتطبيقها فى منازلهنّ، على أولادهنّ وأخواتهن وإخوانهنّ"، لهذا لم تفلت من هذا السياج إلا القليلات، والمعلومات عنهنّ نادرة، يصعب الوصول إليها.



لعلّه ليس من المبالغة إذا قيل إنّ زينب الغزالي هي أشهر شخصية نسائية على الإطلاق، ليس في تاريخ الإخوان فحسب؛ بل وفي تاريخ الحركة الإسلاموية بأطيافها المتعددة. ولدت زينب محمد الغزالي الجبيلي في 2 كانون الثاني (يناير) 1919، في قرية (ميت يعيش)، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية، مات والدها وهي في العاشرة من عمرها، فانتقلت مع أمها وإخوتها للعيش في القاهرة، وكافحت من أجل إكمال تعليمها رغم اعتراض أخيها الأكبر، ما ولّد لديها حالة من التحدي والعدائية ضدّ الرجال والمجتمع الذكوري.


زينب الغزالي


تعرّفت زينب الغزالي إلى  الاتحاد النسائي، الذي كانت ترأسه هدى شعراوي، وتوثقت العلاقة بينهما، وأصبحت من أعضاء الاتحاد البارزات، وكانت من أشدّ المنادين بتحرير المرأة، لكنّها أنهت علاقتها بهدى شعراوي بشكل غامض، زعمت زينب الغزالي أنّه بسبب تعرضها لحادث (حريق) كادت أن تفقد فيه حياتها، فلما نجاها الله، قررت أن تترك الاتحاد النسائي، وتؤسس جمعية للسيدات المسلمات، وتمّ لها ذلك العام 1937، هذا التحول المفاجئ يلقي بظلال من الريبة حول طبيعة شخصية زينب الغزالي.



بعد تأسيس جمعيتها بأقل من عام؛ اقترح عليها حسن البنا، مؤسس الإخوان المسلمين، ضمّ جمعيتها إلى الإخوان، وأن ترأس قسم الأخوات المسلمات فيها، لكنّها رفضت، وحافظت على التنسيق بينها وبين الإخوان، طيلة عشرة أعوام، تزعم زينب الغزالي أنّها بايعت حسن البنا في نهاية العام 1948، وأصبحت عضوة في الإخوان المسلمين، وكلّفها حسن البنا بدور مهم في الوساطة بين جماعة الإخوان والزعيم الوفدي، مصطفى النحاس، رئيس وزراء مصر حينها، وهو ما تنكره السيدة فاطمة عبد الهادي، إحدى أهمّ الأخوات في الجماعة في ذاك الوقت؛ وهي زوجة محمد هواش، القيادي الإخواني التاريخي الذي أُعدم مع سيد قطب؛ إذ تذكر في كتاب "رحلتي مع الأخوات المسلمات"؛ أنّ زينب الغزالي لم تنضم للإخوان إلا بعد العام 1951؛ عندما تزوجت أحد رجال الأعمال من الإخوان المسلمين، وهو محمد سالم سالم.



قامت زينب الغزالي بدور مهم في تنظيم الإخوان، العام 1965، وألقي القبض عليها، وحكم عليها بالمؤبّد، وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر، تمّ تخفيف الحكم، وأفرج عنها العام 1971، يتهمها طلال الأنصاري، قائد مجموعة الفني العسكرية، المتهمة بمحاولة اغتيال الرئيس السادات، بأنّها كانت حلقة الاتصال بين المجموعة والإخوان المسلمين، وأنّها هي التي عرّفته بصالح سرية، مؤسس المجموعة، وأنّ عملية الفنية العسكرية هي عملية تمت بإذن من الإخوان المسلمين، وهو ما نفته الغزالي في التحقيقات.

تزوّجت زينب الغزالي في حياتها مرتين؛ الأولى العام 1942، من الشيخ محمد حافظ التيجاني؛ أحد مشايخ الصوفية، ولم تستمر الزيجة إلا عامين فقط، لاعتراضه على نشاطها بالعمل العام الذي بدأت تخوضه، ثم تزوجت مرة ثانية من رجل أعمال إخواني بارز، هو محمد سالم سالم، الذي توفّي العام 1966، ولم تتزوج بعده، حتى وفاتها العام 2005، في القاهرة، عن عمر يناهز 88 عاماً، وتمّ تشييع جنازتها في 4 آب (أغسطس) 2005، في مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر (شرق القاهرة).

حميدة قطب

تعدّ حميدة قطب ثاني أشهر شخصية إخوانية؛ فهي الشقيقة الصغرى لسيد قطب، مفكر الإخوان المسلمين، وهي ثاني امرأة في الإخوان يتم الحكم عليها بالسجن، بعد زينب الغزالي.



ولدت حميدة في القاهرة، العام 1937، أي إنّها أصغر من شقيقها سيد قطب بـ31 عاماً، فكان بمثابة الأب لها، لهذا لم ترفض القيام بدور ضابط اتصال بين سيد قطب وأطراف التنظيم المتعددة، في الفترة من 1961 وحتى 1965، وخصوصاً نقل تعليماته لزينب الغزالي، فضلاً عن قيامها بتهريب أوراقه من محبسه، ما جعلها بطلة في نظر الإخوان.



ألقي القبض عليها في آب (أغسطس) 1965، بتهمة الانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين، وحُكم عليها بعشرة أعوام، قضت منها في السجن ستة أعوام، ثم عفا عنها الرئيس السادات، وأفرج عنها في تشرين الثاني (نوفمبر) 1972، وبعد شهر من الإفراج، أي في كانون الأول (ديسمبر)؛ تزوجت الدكتور حمدي مسعود، وانتقلت معه للإقامة بفرنسا، وفي فرنسا لم تقم حميدة بأيّ نشاط تنظيمي مع الإخوان المسلمين، واكتفت باستكمال دراستها التي توقفت، ومساندة زوجها في دراساته وأبحاثه الطبية والعملية، لكن لا توجد إشارة على قطع علاقتها بالإخوان، ولم تنجب حميدة قطب، وتوفَّت بتاريخ 17 تموز (يوليو) 2012.

أمينة قطب

أمينة قطب؛ شقيقة سيد قطب، ولدت بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، العام 1927، هي أصغر من سيد قطب بأحد عشر عاماً، انتقلت للعيش في القاهرة، بعد وفاة والدها، هي وباقي أفراد الأسرة.


لم يعرف لأمينة أيّ نشاط تنظيمي مع الإخوان، وليس لها مواقف يمكن أن تؤثر في تاريخ الإخوان، لكنّ الإخوان صنعوا شهرتها من ترديد حكاية زواجها من القيادي المشهور، كمال السنانيري، كحكاية أسطورية، فأصبحت اسماً مشهوراً في الإخوان وغيرهم، وتقول أسطورتها: إنّه بعد الحكم على كمال السنانيري، العام 1956، بالسجن لمدة 25 عاماً، وبعد قضائه 5 أعوام في السجن، دخل المستشفى


 فقابل سيد قطب هناك، وتعرّف إلى أمينة، وهي تزور أخاها، فطلب منه الزواج منها، وافقت أمينة، رغم أنّه كان ما يزال أمامه 20 عاماً في السجن؛ بل وأصرت على اصطحاب المأذون إلى داخل السجن، لعقد قرانها، وفي العام 1975؛ خرج كمال وأتمّا الزواج في نفس العام، وبعد 6 أعوام مات السنانيري في السجن، العام 1981، فكتبت ديوان شعر باسم "رسالة إلى شهيد" ترثيه فيه، ولم يكن لها أيّ نشاط مع الإخوان بعدها، توفَّت أمينة قطب في منزلها بالهرم، في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007.

جيهان الحلفاوي

تعدّ جيهان عبد اللطيف الحلفاوي أول شخصية نسائية إخوانية تخوض تجربة العمل العام؛ فهي أول مرشحة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر لمجلس الشعب المصري، في انتخابات العام 2000، التي شهدت تأجيلاً حتى العام 2002. 

جيهان الحلفاوي

 ولدت في الإسكندرية، تحديداً في 13 تموز (يوليو) 1952، نشأت في أسرة كريمة متدينة، لهذا كان من السهل أن تؤمن بفكر الإخوان في السبعينيات، تخرّجت في كلية التجارة، جامعة الإسكندرية، العام 1976، وتزوجت أحد أشهر وأهمّ قادة الشباب الإخواني في الإسكندرية وقتها؛ وهو الطبيب إبراهيم الزعفراني، القيادي الإخواني السابق.لم تُعرف الحلفاوي إعلامياً، إلا العام 2000؛ عندما تقدمت بالترشح لمجلس الشعب، وذلك رداً على القبض على زوجها في قضية عرفت بقضية الـ101، التي أُحيل فيها إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ.

أُجريت الانتخابات، ولم تحصل على المقعد، لكنّ شهرتها كأول أخت تخوض الانتخابات، جعلتها رمزاً فريداً.. تابعدت دراستها الإسلامية، فحصلت على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر، بعدها وجهت طاقتها للعمل العام، فترأست المركز المصري للدراسات الإسلامية، توقفت عن العمل في صفوف الإخوان عقب خروج زوجها من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين.

عزة الجرف

عزة محمد إبراهيم الجرف؛ أشهر شخصية نسائية إخوانية بعد ثورة 25 كانون الأول (يناير) 2011، وشهرتها (أم أيمن)، من مواليد حي بين السرايات بعابدين القاهرة، في 1964، حاصلة على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، وهي الأخت الكبرى لثلاث أخوات وأخ غير شقيق، تزوجت العام 1985 من الصحفي الإخواني بدر محمد بدر، السكرتير الشخصي للقيادية الإخوانية زينب الغزالي.


عزة الجرف


ظلت عزة الجرف معروفة فقط في صفوف الإخوان، في حي الطلبية بالجيزة؛ حيث مقرّ سكنها مع زوجها وأولادها، وإن لم تكن كادراً تنظيمياً للأخوات، تأثرت بشخصية زينب الغزالي كثيراً، بسبب ارتباط زوجها بالعمل معها، حتى تشربت طريقتها وروحها في العمل، فأطلق البعض عليها زينب الغزالي الصغرى



ذاع صيت أم أيمن بعد الانتخابات البرلمانية، في 2011، التي حاز الإخوان فيها على الأغلبية، وبفضل العلاقات المتشعبة لزوجها أصبحت ضيفة دائمة على برامج "التوك شو" وقتها، وبدت وكأنها المتحدث الرسمي، والمعبّر عن أفكار الجماعة، تقيم الآن في فيلتها بحي 6 أكتوبر بالجيزة، وفي شبه عزلة عن الناس، خصوصاً بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013؛ التي أطاحت بحكم الإخوان.

0 Comments: