السبت، 11 مايو 2024

سم في العسل.. نحّالة اليمن أكبر المتضررين من مبيدات الحوثي

 

اليمن

سم في العسل.. نحّالة اليمن أكبر المتضررين من مبيدات الحوثي

منذ أكثر من 9 سنوات والنحّالة في اليمن ضحايا حرب المليشيات من جهة، وإغراق الأسواق بالمبيدات والسموم المختلفة لقتل خلايا نحلهم، وإلحاق خسائر كبيرة بهم.يؤدي استخدام المبيدات بالطرق العشوائية والمستمرة، إلى قتل النحل وتدمير الخلايا، الذي بدروه تسبب بتراجع كميات إنتاج العسل اليمني خلال السنوات الأخيرة.وتعد مهنة النحالة اليوم واحدة من أهم مصادر الدخل التي تعيش عليها الكثير من الأسر اليمنية ذات الدخل المحدود خاصة في المناطق الريفية، وبحسب تقارير أممية فإن نحو 100 ألف أسرة تعمل في قطاع إنتاج العسل.


يشتكي النحّال اليمني محمد الشرعبي (55 عاماً)، من فقدانه العشرات من خلايا النحل، دون أن يكون هناك أي من أمراض النحل، أو تعرضها لأي أضرار من العوامل الطبيعية كالأمطار والعواصف ومهاجمتها من قبل الحيوانات الضارة بها.ويقول الشرعبي وهو يسكن بالمناطق الشمالية الخاضعة لمليشيات الحوثي  إن المواطن اليمني الذي يعمل في تربية النحل وإنتاج العسل، يتحمل أعباء تلك الخسائر التي أصبح يتعرض لها باستمرار.


ويشير الشرعبي إلى أن سبب فقدانه لخلايا النحل بشكل مباشر وخلال أكثر من مرة في العام الواحد يعود إلى استخدام المبيدات في المزارع القريبة من مكان وجود خلايا نحله، ودون أن يتم إبلاغه للتخفيف من كمية خسارته لنحله.الشرعبي أكد أنه تعرض للخسارة عند إنتاج العسل اليمني خاصة المراعي والسدر، دون أن يتم تعويضه من فروع مكاتب وزارة الزراعة في كل من الحوبان شرقي تعز، والحديدة، كونه يتنقل بين هذه المناطق الخاضعة لمليشيات الحوثي، رغم تقديمه شكاوى بذلك.


ويعد العسل اليمني خاصة "عسل السدر" الأفضل عالمياً، إذ تعمل العديد من الأسر اليمنية في تربية النحل وإنتاج العسل.خلايا النحل الموجودة في محافظات شمال اليمن الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، تعد الأكثر تأثرا بتلك المبيدات التي تتاجر مليشيات الحوثي بها وإدخالها اليمن عبر طُرق التهريب المختلفة بواسطة كبار قياداتها.


وحصلنا على وثيقة مقدمة من مجموعة نحّالين في اليمن يشكون انتشار مبيدات (ممنوعة، ومحرمة، وشديدة السُميّة)، تسببت بقتل المئات من خلايا النحل في منطقة السلفية بمحافظة ريمة وعدد من وديان المحافظة وتعرضهم لخسائر فادحة.وكشف عدد من النحالين في الوثيقة عن وجود سموم ومبيدات ممنوعة، تُباع في سوق مدينة الشرق بمحافظة ذمار، الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي أيضاً، وأن تلك المبيدات انتشرت بشكل واسع في جميع الوديان حتى تكاد تقضي على النحل بأكمله.


المهندس الزراعي مختار سعيد يقول،  إن هناك أضرارا وكوارث كبيرة تلحق بالنحل عندما يتم رش المبيدات حولها أو في المناطق القريبة منها.ويضيف المهندس الزراعي سعيد، أن المبيدات تنقسم إلى 3 مجموعات حسب التأثير، وأن الأولى تسمى شديدة السُميّة، والثانية مجموعة متوسطة السُميّة، والأخيرة خفيفة السُميّة.


وتعد المجموعة الأولى -وفق سعيد- الأخطر على البيئة والنحل، وهي تتكون من مركبات الفسفور العضوي، ومركبات الكُلور، ومركبات الكربامات، وهذه تعد ممنوعة استخدامها في اليمن منذ عام 2006، لكن مليشيات الحوثي عمدت مؤخرا إلى إدخال هذه المركبات عن طُرق التهريب وبتسهيلات كبيرة من وزارة الزراعة الخاضعة للانقلابيين.

وتابع: "أما المجموعة المتوسطة، والمجموعة الخفيفة، أغلب مبيداتها موجودة في اليمن وبشكل واسع، وضررها على النحل موجود، وأن هناك نوعا من المبيدات الذي يتكون من مادة (لمبادا سيهالوثرين)، غير ضارة بالنحل، والتي يمكن استخدامها في المزارع القريبة من تواجد خلايا النحل".

ويؤكد المهندس الزراعي أن المشكلة التي تواجه النحّالة اليمنيين في الوقت الحالي، أن أغلب المبيدات الموجودة في السوق، هي المبيدات الضارة بالنحل وبشكل كبير، ويتم استخدامها عشوائياً.ولفت إلى أن المبيدات التي تعمل بالاحتكاك تعد من أخطر المبيدات بالنسبة للنحل، حتى وإن كانت ليست بذات الخطورة بالنسبة للبيئة.


وأوضح سعيد أنه "عندما تذهب نحلة واحدة إلى المكان أو المزرعة التي تم رشها بالمبيد، كمادة تسمى (الفابرولين) التي تقتل بالاحتكاك، أي عندما تمتص النحلة من أزهار النباتات المرشوشة بالسم، تحمل السم معها في أطرافها وأجنحتها، ومن ثم تنتقل إلى الخلية وتعمل على الاحتكاك بباقي النحل ونقل السم، وأنه خلال 24 ساعة يصاب جميع النحل في تلك الخلية بالمبيد وتموت جميعها".

وأشار إلى أنه يبدأ "تأثير هذا المبيد بالنحل من بعد 8 ساعات من تغذيتها من الزهرة المسممة، وملامسته أطرافها، ونقله للخلية، فيما هناك أنواع من السموم تقتل النحل مباشرة مجرد تغذيتها من تلك النباتات التي وضع السم عليها".ويقول المهندس الزراعي إن هناك مسؤولين حوثيين في وزارة الزراعة بصنعاء، كان لهم يد في حادثة قتل خلايا كثيرة من النحل عبر المبيدات في العاصمة صنعاء، وذلك لأهداف خاصة بهم، اتضحت مؤخراً وهي السيطرة على مدخرات الزراعة في تلك المناطق.

ويوضح أنه وللتخفيف من حدة خسائر النحل، يجب أن يكون هناك تنسيق مسبق بين المزارع التي ستقوم برش السم، وبين النحّال الموجود بالقرب منه، لكي يعطي النحّال فرصة لنقل أو إخراج خلايا النحل من تلك المنطقة.ووفقا للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، يوجد في اليمن 1.2 مليون خلية نحل محلية، وتنتج هذه الخلايا سنويًا أكثر من 1500 طن من العسل، فيما يعد إنتاج العسل الطبيعي في اليمن نشاطا حيويا لاستعادة التنمية الاقتصادية للبلد.

0 Comments: