الاثنين، 10 يونيو 2024

الإخوان المسلمون والبرهان يخسرون المعركة... وأوساط الجيش تشهد حالة غليان
البرهان



الإخوان المسلمون والبرهان يخسرون المعركة... وأوساط الجيش تشهد حالة غليان

قال عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الدكتور إبراهيم مخيّر: إنّ عبد الفتاح البرهان يعاني من فقدان الاتصال مع العديد من قطاعات الجيش السوداني، وإنّ قواته أصبحت معزولة في مناطق متفرقة، وغير قادرة على الحصول على المؤن اللازمة، ممّا دفع جنوده إلى أكل القطط والزواحف ونهب محاصيل وممتلكات المواطنين، مشيراً إلى أنّ العديد منهم يستسلمون.



وأشار مخيّر في تصريح  إلى أنّ البرهان والإخوان المسلمين، بعد خسارتهم المعركة على الأرض، اتجهوا إلى شن معركة إعلامية ضد قوات الدعم السريع، ممّا يُظهر مدى تدهور قيادة الجيش السوداني في محاولاتها لتشويه صورة قوات الدعم السريع.



وقد دعا مخيّر الشعب السوداني إلى عدم التورط مع القوات المسلحة السودانية، مؤكداً أنّ النصر قريب، وأنّ جيش البرهان والحركة الإسلامية يتهاوى، لذا نصحهم بعدم المجازفة بأنفسهم في هذه المعركة.



ووفق مصادر  فإنّ اأوساط الجيش السوداني تشهد حالة غليان، والخلافات تتصاعد بين قادته، من الموالين للحركة الإسلامية والمناهضين لها، خاصة بعد إقصاء عدد منهم، وإبعادهم عن مراكز قيادية في القوات المسلحة.

الاثنين، 22 أبريل 2024

الذكاء الاصطناعي في خدمة الإرهاب.. والتكنولوجيا تقتل الإنسان.. الاغتيال عن بعد باستخدام الروبوت وبدون ملاحقة قضائية

 

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة الإرهاب.. والتكنولوجيا تقتل الإنسان.. الاغتيال عن بعد باستخدام الروبوت وبدون ملاحقة قضائية


أثار التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI) مخاوف بشأن احتمال إساءة استخدام هذه التكنولوجيا من قبل التنظيمات الإرهابية، بعد أن أصبحت سلاحًا ذا حدين، في ظل كثرة أدواتها وإمكانية امتلاكها وسهولة استخدامها وسرعة انتشارها وقوة تأثيرها، مما زاد الطلب على استخدامها من قبل المتطرفين، الأمر الذي يشكل خطورة على مستقبل الظاهرة الإرهابية القابلة للتوسع، وانتشار الإرهاب السيبراني.

على الرغم من أن طيور الظلام مثل داعش والقاعدة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، يعيشون في كهوفهم الفكرية، إلا أنهم ليسوا بمنأى عن التقدم التكنولوجي الهائل الذي يتطور كل لحظة، ويسعون بشكل مستمر لتطوير قدراتهم، واستكشاف كل ما هو جديد ويخدم أهدافهم الأساسية، مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمكنهم من تعزيز قدراتهم التشغيلية. 



يقول جون ديفيس، أستاذ القانون في جامعة هارفارد، في دراسة له بعنوان: "الخصوصية والأمن في عصر التعرف على الوجوه"، أن خاصية التعرف على الوجوه أحد أهم الخصائص التي كشف عنها الذكاء الاصطناعي، فمن خلال عدسة كاميرا يمكن التعرف على هوية شخص من صورة وجهه، وهو ما يمكن الإرهابيين من تتبع شخص بعينة واستهدافه حتى ولو كان بين آخرين، بحيث يتم توجيه الضربة له واغتياله بشكل دقيق.


وأشار إلى أن تحليل بيانات التعرف على الوجوه تساعد الإرهابيين على التنبؤ بالأماكن التي قد يتواجد بها الأفراد المستهدفون في المستقبل، بالإضافة لاستخدام التحليلات التنبؤية لتحديد أنماط السلوك والتنبؤ بأنشطة هؤلاء الأفراد المحتملة، والتنبؤ بالأنماط الأمنية ونقاط الضعف، مما يمكن التنظيمات من التخطيط الجيد لعمليات إرهابية محددة.



تسلط دراسة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) الضوء على كيفية استخدام الإرهابيين لأنظمة الأسلحة المستقلة، التي تستطيع اختيار وملاحقة الأهداف واستخدام القوة بدون تدخل بشري مباشر؛ بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتنفيذ المهام العسكرية، مؤكدة أن هذه الأنظمة لديها القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل دون تحكم بشري مباشر، وهو ما يتعلق بقدر الآلة على التعلم والتصرف كإنسان.


وأشارت الدراسة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تحقق أهدافًا استراتيجيةً للإرهابيين، فمن ناحية تنفذ العمليات المخططة بدقة عالية تفوق البشر، وسرعة في التنفيذ مع قلة احتمالية الخطأ، والهروب من الملاحقة القانونية، وحماية عناصر التنظيم من الموت والقبض عليهم، كما أن أنظمة الأسلحة المستقلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي يمكنها العمل في بيئات معقدة وديناميكية، قد لا يتحمها البشر العاديون.



إلى جانب ما سبق يمكن للإرهابيين إساءة استخدام أنظمة الأسلحة المستقلة للسيطرة على الأنظمة من خلال الهجمات السيبرانية لمهاجمة أهدافهم الخاصة، والتسبب في خسائر غير مقصودة في صفوف المدنيين، تسلط هذه التهديدات الضوء على الحاجة إلى لوائح دولية صارمة وتدابير أمنية وضوابط لاستخدام أنظمة الأسلحة المستقلة لمنع وقوعها سوء الاستخدام من قبل الإرهابيين.


يساعد الذكاء الاصطناعي التنظيمات الإرهابية على التجنيد عن بعد، حيث أكدت دراسة أجرتها وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول) أن المنظمات المتطرفة تستخدم بشكل متزايد خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحديد واستهداف الأفراد الضعفاء، وتصميم رسائلهم ومحتواها لتحقيق أقصى قدر من تأثير دعايتها.وأكدت الدراسة أنه من خلال الاستفادة من التحليلات التنبؤية ومعالجة اللغة الطبيعية، يمكن لهذه المجموعات تخصيص تواصلها بشكل أكثر فعالية مع المظالم المحددة ونقاط الضعف النفسية للمجندين المحتملين.



بالإضافة لاستخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمساعدين الافتراضيين "chatboot"، لإجراء المحادثات والتفاعلات الفردية، وبناء الثقة والعلاقة مع الأفراد من أجل السيطرة عليهم وتجنيدهم تدريجيًا، وتتميز هذه الأنظمة بالردود الآلية المتاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ما يعني أن جهود تجنيد المتطرفين المحتملين إلكترونيًا ستتزايد؛ لتعوض الفقد الكبير لعناصر التنظيمات الإرهابية التي تتم خلال المواجهات العسكرية مع أجهزة الأمن في مختلف مناطق الصراعات، حسبما يؤكد تقرير معهد الأمم المتحدة الأقليمي لبحوث الجريمة والعدالة (UNICRI) علم 2019.


لا يخفى على أحد لجوء التنظيمات الإرهابية لاستخدام تقنية التزييف العميق الناتجة عن الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواد دعائية (مصورة) ذات مظهر واقعي وأدلة مزورة، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لمواجهة هذه الدعايات المزيفة، التي يشكل انتشارها إلى جانب التطور المتزايد لأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى، تحديًا كبيرًا للحكومات وشركات التكنولوجيا في اكتشاف وتخفيف انتشار المعلومات المضللة.

السبت، 9 مارس 2024

النظام الإيراني ارتكب "جرائم ضد الإنسانية" خلال قمع الاحتجاجات

 

مظاهرات ايران

النظام الإيراني ارتكب "جرائم ضد الإنسانية" خلال قمع الاحتجاجات

أعلنت لجنة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها الأول، أن القمع العنيف للاحتجاجات السلمية والتمييز الممنهج واسع النطاق ضد النساء والفتيات، أدى إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في إيران، والعديد منها يمكن اعتباره جرائم ضد الإنسانية.

وأعلنت لجنة تقصي الحقائق، في تقريرها حول قمع الاحتجاجات في إيران عام 2022، أن العنف الجسدي خلال فترة الاعتقال أدى إلى وفاة مهسا أميني، وأن النظام تعمد إخفاء الحقيقة، بدلًا من إجراء تحقيقات عاجلة ومؤثرة.

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد كلّف خبراء بإجراء تحقيق رفضت السلطات الإيرانية المشاركة فيه، وذلك بعد التظاهرات الضخمة التي هزّت إيران على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران؛ لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في إيران.

ووفقًا لهذا التقرير، الذي نُشر  فإن انتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها إيران ضد احتجاجات "المرأة، والحياة، والحرية" شملت القتل والإعدامات والاستخدام المفرط للعنف وقمع الحريات بشكل تعسفي والتعذيب والاعتداءات والمضايقات ضد النساء.وشددت لجنة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة على أن انتهاكات حقوق الإنسان أثرت بشكل خاص على النساء والأطفال والأقليات العرقية والدينية.

وقالت رئيسة لجنة تقصي الحقائق، سارا حسين، في البيان الصادر من هذه اللجنة: "إن هذه الأعمال التي قام بها النظام الإيراني هي جزء من هجوم واسع النطاق ومنظم يستهدف بشكل مباشر المدنيين في إيران، وبالتحديد النساء والفتيات والفتيان والرجال. لقد تم استهداف أولئك الذين يطالبون بالحرية والمساواة والكرامة الإنسانية ومحاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان".

وأضافت حسين: "نحث النظام الإيراني على الوقف الفوري لقمع الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية، خاصة النساء والفتيات".وجاء في التقرير أن "أرقامًا موثوقة تشير إلى أن ما لا يقل عن 551 متظاهرًا قُتلوا على أيدي قوات الأمن، بينهم ما لا يقل عن 49 امرأة و68 طفلًا.ط، ونتجت معظم الوفيات عن استخدام الأسلحة النارية بما في ذلك بنادق هجومية".

وتوصلت لجنة تقصي الحقائق إلى أنه "في الحالات التي عاينتها، لجأت قوات الأمن إلى استخدام غير ضروري وغير متناسب للقوة، ما أدّى إلى عمليات قتل غير قانونية وإصابات في صفوف المتظاهرين".وأضافت اللجنة أن الأسلحة النارية، بما فيها الأسلحة الهجومية، كانت هي السبب وراء أغلب حالة الوفاة بين المتظاهرين.

وتابع التقرير: "أدت الإصابات العديدة التي لحقت بأعين المتظاهرين إلى إصابة العشرات من النساء والرجال والأطفال، مما ترك فيهم ندوبًا مدى الحياة".وذكر التقرير كذلك أن "اللجنة وجدت أدلة على عمليات إعدام خارج نطاق القضاء".

تعذيب في مراكز الاعتقال.. واعتداءات جنسية جماعية.. وصعق بالكهرباءوأشار التقرير إلى اختطاف الأطفال المتظاهرين خلال هذه الاحتجاجات، كما ذكر أن السلطات قامت بتعذيب الضحايا من أجل الحصول على اعترافات أو ترهيبهم أو إذلالهم أو معاقبتهم.وعمدت السلطات الإيرانية في تبريرها لقتل المتظاهرين إلى نسبة هذه المظاهرات إلى الخارج والادعاء بأنه يتم تحريكها من قِبل دول أجنبية.

وذكرت لجنة تقصي الحقائق أنها حصلت على وثائق تثبت حالات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والصدمات الكهربائية على الأعضاء الحساسة، والتعرية القسرية، ولمس أجساد النساء والفتيات.

وقالت الخبيرة وعضو لجنة تقصي الحقائق الأممية، فيفيانا كريستيشيفيتش: "يجب على طهران ضمان حقوق النساء والأطفال وحق جميع الضحايا في معرفة الحقيقة والعدالة واتخاذ التدابير التعويضية".

وأضافت: "بالنظر إلى التمييز المؤسسي العميق والمتجذر ضد النساء والفتيات في إيران، يحق لهن الحصول على تدابير تعويضية تضمن مشاركتهن الكاملة والحرة والمتساوية في جميع مجالات المجتمع الإيراني".

وأشارت إلى أن هذه المجموعة من التدابير تشمل تغييرات جوهرية في القوانين الجنائية والمدنية، وإصلاح النظام القضائي، واتخاذ تدابير لمحاسبة المسؤولين.ولقي تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول قمع الانتفاضة الشعبية في إيران صدى واسعًا في وسائل الإعلام العالمية.

واندلعت الاحتجاجات في إيران بعد مقتل مهسا أميني في مركز لشرطة الأخلاق في العاصمة طهران منتصف سبتمبر عام 2022، وامتدت لتشمل جميع المدن والمحافظات، وخلفت عشرات مئات القتلى والمصابين.وحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، فإن النظام قتل أكثر من 550 متظاهرًا في تلك الاحتجاجات التي استمرت ما يقارب 4 أشهر.

وبعد هذا القمع الواسع، قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 24 من نوفمبر عام 2022، خلال اجتماع خاص حول قمع الاحتجاجات في إيران، تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على ملابسات الأحداث الدموية التي شهدتها إيران.

وفي وقت سابق، عشية الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني، أعلنت هذه اللجنة أن إيران كثفت القمع والانتقام ضد مواطنيها، ولم تستجب بعد للطلبات المتكررة من لجنة تقصي الحقائق هذه لتقديم المعلومات.

الثلاثاء، 16 يناير 2024

وسط تخبط التنظيم وانهيار بنيته هل فقد شباب الإخوان بوصلتهم؟

 



 

وسط تخبط التنظيم وانهيار بنيته هل فقد شباب الإخوان بوصلتهم؟


يعيش شباب جماعة الإخوان حالة من التخبط لا تنفصل عن واقع التنظيم المشتت على إثر أزماته المحتدمة منذ أعوام، لعل أبرزها الصراع المحتدم بين جبهتيه في لندن بقيادة صلاح عبد الحق، وإسطنبول بقيادة محمود حسين، ويبدو أنّ التنظيم الذي فقد قدرته المركزية على قيادة الشباب، لم يعد قادراً على التمسك ببنيته التنظيمية لوقت أطول وبدا منهاراً، خاصة في ضوء الانشقاقات المستمرة عن الجماعة بين صفوف الشباب، الذين ربما صدموا من سلوك قاداتهم وأفكار جماعتهم في الآونة الأخيرة.

العديد من التقارير تحدثت مؤخراً عن حالة الانفصام التي يعيشها شباب التنظيم بين محاولة التمسك بالجماعة فكرياً وتنظيمياً، والسعي نحو فك الارتباط مع قادة التنظيم المتهمين بالفساد المالي والإداري، وأيضاً بالتخلي عن الشباب في الداخل والخارج، وعدم الالتزام بتعهداتهم الخاصة بتوفير مصادر رزق للشباب الفارين من مصر عقب عام 2013، ممّا دفع بعضهم للانتحار هرباً من ضيق الحال وانصراف القيادات عن مساعدتهم.

الشباب ورقة رابحة في صراع الجبهات

على الرغم من أنّ حدة الخلافات التنظيمية بين جبهتي لندن وإسطنبول فترت مؤخراً، وقررت كلّ منهما أن تمضي في طريقها، وأن تتصرف باعتبارها جماعة مستقلة، إلا أنّ التنافس بينهما للاستحواذ على مقدرات وموارد الإخوان بقي قائماً؛ لأنّ كل جبهة تسعى لتسويق نفسها لأتباعها وللدوائر الأخرى على أنّها الممثل الشرعي للجماعة. وانطلاقاً من مبدأ التنافس بين الطرفين، تحاول جبهتا الإخوان المتصارعتان أن تجتذبا شباب الجماعة والكوادر الذين خرجوا منها لأسباب تنظيمية منذ أزمة عام 2015 وما بعدها، بحسب ما أوردته دراسة حديثة صادرة عن (المركز العربي لدراسات التطرف).

واستطاعت جبهة لندن، وفق الدراسة، أن تخطو خطوات حثيثة في هذا الصدد لأسباب عدة؛ منها أنّها طرحت نفسها منذ بداية الخلاف على أنّها تطمح لتطوير عمل جماعة الإخوان، وتدارك الأخطاء والخطايا التنظيمية والقيادية التي أوصلتها إلى حالة عدم الفاعلية، وطرحت فكرة مراجعة الاستراتيجيات مرة أخرى، وهي الفكرة التي تبنّاها من قبل أتباع جبهة المكتب العام التي تحولت للعمل باسم "تيار التغيير"، لكنّ مشروع التيار الأخير توقف بعد أن أجرى دراستين شاملتين ضمن خطة المراجعات نتيجة اعتبارات عديدة، أهمها تقويض بنيته التنظيمية بفعل حملة الملاحقة الأمنية في مصر، وحملة الملاحقة التنظيمية التي قادها محمود حسين وحلفاؤه، والتي أسفرت عن فصل العديد من قادة التيار/ جبهة المكتب العام من الإخوان، قبل أعوام.

صلاح عبد الحق ومهمة لم الشمل

بدأ صلاح عبد الحق، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، جبهة لندن، بالتواصل مع جبهة المكتب العام/ تيار التغيير، ومعظمها من الشباب، وأعاد طرح مسألة عودتهم إلى الجماعة مرة أُخرى، لكنّه فُوجئ بردود أفعال متباينة من قبل كوادر المكتب العام، أو ما يعرف باسم تيار التغيير.

وقد اختارت الكتلة الكبرى من جبهة المكتب العام ألّا تنغمس في الصراع بين جبهتي لندن وإسطنبول، وأن تبقى في إطار الجماعة كتيار له قيادته ممثلة في المكتب التنفيذي (بديلاً عن مكتب الإرشاد) وعلى رأسه محمد منتصر، المتحدث الرسمي باسم الإخوان سابقاً، الذي كان مقرباً من محمد كمال في أزمة 2015، بينما ظل محمود الجمال (اسم حركي) يشغل منصب الأمين العام للتيار، ولذا تحولت جبهة المكتب العام إلى العمل باسم "تيار التغيير" مؤخراً، بحسب ما أوردته الدراسة.

ووفق المعلومات المتوافرة، فإنّ تيار التغيير قرر أن يعترف بشرعية القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، جبهة لندن، صلاح عبد الحق، وهو ما يُعدّ تطوراً ملحوظاً في التقارب بين الطرفين، بينما أبقى التيار على عدائه لمحمود حسين القائم بأعمال المرشد، جبهة إسطنبول، بسبب الخلافات القديمة بينهما، لكنّ الأخير استطاع اجتذاب قيادات شبابية من المحسوبين على جبهة لندن، وتولى بعضهم مناصب قيادية داخل جبهة إسطنبول، ومن هؤلاء القيادي أحمد عاطف مسؤول ملف الشباب في الجبهة.

وقد آثر جزء آخر ممّن كانوا في تيار التغيير أن ينضم رسمياً لجبهة لندن، بعد وساطة أحمد رامي الحوفي المتحدث السابق باسم حزب الحرية والعدالة، الذي تفاوض مع عدد من شباب الإخوان وأقنعهم بالانضمام إلى الجبهة، وطلب منهم السعي لإقناع آخرين للالتحاق بصلاح عبد الحق، ووعدهم بمشاركتهم بدور مهم في إدارة شؤون الجماعة في الفترة المقبلة.

وحرص القائم بأعمال المرشد العام في جبهة لندن أن يُدلل على صدق المساعي الرامية لجذب شباب الإخوان، سواء ممّن كانوا في تيار التغيير أو ممّن جمدوا عضويتهم واعتزلوا الصراع التنظيمي من قبل؛ وذلك بتولية عدد من الشباب مناصب قيادية، ومن هؤلاء الشباب عبد الله عبد القادر، الذي يشغل عضوية إحدى اللجان الإدارية المساعدة لصلاح عبد الحق، وأحمد ماضي الذي يشغل عضوية اللجنة الإعلامية، وغيرهم.

هل يرضخ شباب التنظيم مجدداً لمطالب قادته؟

تعمل جبهة لندن على بناء الجسور المشتركة مع تيار الشباب أملاً في أن تستفيد منهم في تحقيق زخم تنظيمي وزيادة فاعلية عملها، ومع أنّها نجحت في استقطاب العديد من الشباب والكوادر الإخوانية التي جمدت عضويتها أو استقالت من الجماعة، في أعوام الأزمة الجماعاتية التي ما تزال ممتدة، إلا أنّها تواجه العديد من المعوقات؛ ومنها رغبة كوادر بارزة في الابتعاد عن دائرة العمل التنظيمي، وفقدان آخرين الثقة في القيادات التاريخية للجماعة، التي استلمت دفتها منذ إعادة تأسيس الإخوان، أو ما يُعرف بالتأسيس الثاني في سبيعنات القرن الماضي، فضلاً عن عوامل أخرى منها ما يتعلق بالعمل الحركي، ومنها ما يتعلق بطبيعة الظروف السياسية التي تمر بها مصر والمنطقة العربية، وفق الدراسة.

وحتى الآن، لا يمكن الجزم بما إذا كان التنافس التنظيمي وما تضمنه من تولية قيادات شبابية مناصب مهمة داخل البناء التنظيمي للإخوان في جبهتي لندن وإسطنبول، يعبّر عن تحول استراتيجي في العقلية القيادية المسيطرة على الجماعة؛ إذ إنّ التطورات الأخيرة قد تكون مجرد التفاتة تكتيكية فرضتها ظروف التنافس بين قادة جبهتي لندن وإسطنبول. ومن ثم، فإنّ استمرارها يبقى أمراً مرهوناً بحسابات أخرى في المستقبل، وهو ما لا يمكن استبعاده بالنظر إلى التاريخ الطويل للتدافع داخل الإخوان المسلمين.

ماذا يريد شباب الإخوان؟

كان شباب ينتمون للجماعة ويدينون بالولاء لجبهة لندن قد طالبوا قيادات الجبهة بتنفيذ عدة مطالب لهم لضمان عودة الجماعة إلى سابق عهدها، موجهين حديثهم لصلاح عبد الحق القيادي بالجبهة، الذي يبدو أنّه من يديرها فعلياً.

وفي رسالتهم لعبد الحق طالب الشباب قيادات الجبهة بخطة واضحة لتنفيذ هذه المطالب التي وصفها البعض بالجوهرية، فيما رأتها القيادات تعجيزية، وتتضمن العمل الحثيث لإخراج المعتقلين من السجون المصرية، وتكوين مكتب إرشاد ببرنامج معروف عن طريق انتخابات، وتكوين مجلس شورى مستقل عن الإرشاد له حق المراقبة والمحاسبة للمكتب ومراجعته وتقويمه، يرشح فيه من المنتظمين والعاملين من له برنامج معروض، وتوافق عليه عمومية الإخوان.

وطالب الشباب، بحسب تقرير  بإعداد اللائحة التي تسهل العمل وتنظمه، ولا تجامل فئة على حساب أخرى، وتضع حلولاً للمشاكل الداخلية، كما دعوا إلى إعداد اللجنة الشرعية للعمل على ما وصفوه لتأصيل العمل الجماعي، وأن تكون مستقلة ومن العلماء العاملين، وتؤسس عن طريق الانتخاب.

وقد كانت المفاجأة الأخرى في مطالب الشباب هي تكوين فريق مخابرات لحماية القيادات ومراقبة أفعال النظام المصري ومحاصرته على حدّ تعبيرهم في الداخل والخارج، وتضمنت المطالب إعادة كل الإخوان المفصولين منذ العام 2013 إلى صفوف الجماعة، وردّ اعتبارهم وحفظ كرامتهم واستغلال طاقتهم وتوظيف كفاءاتهم، ودعت جبهة الشباب إلى حصر أموال الجماعة وتقنينها رسمياً، ممّا لا يدع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم، واتخاذ المسار الثوري ضد النظام في مصر مساراً للجماعة لا تحيد عنه، وهددت بإبعاد هذه القيادات إذا لم يتم تنفيذ مطالبها، لكنّ كافة هذه المطالب لم تحظَ باستجابة من جانب قيادات التنظيم.

الاثنين، 20 نوفمبر 2023

مكافحة الإرهاب فى فرنسا توجه تهما لـ4 أشخاص بالتطرف بينهم جندى وشرطى

 


مكافحة الإرهاب فى فرنسا توجه تهما لـ4 أشخاص بالتطرف بينهم جندى وشرطى

وجهت هيئة مكافحة الإرهاب في باريس اتهاما لـ 4 أشخاص يعتقد أنهم يتبعون أيديولوجية يمينية متطرفة وأودعتهم الحبس الاحتياطي، منهم شاب تلقى طرودا تحوي أسلحة وعسكري في خدمته وشرطي سابق.وذكر ذلك مصدر قضائي، مشيرا إلى أن توجيه الاتهام قام به قاض في هيئة لمكافحة الإرهاب موضحا أنه تم توقيف 10 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 17 و60 عاما في مطلع الأسبوع.

منطقة بروتانيي وفي جنوب فرنسا

وتركزت تلك التوقيفات في منطقة بروتانيي وفي جنوب فرنسا، وأخلي سبيل 6 منهم وأوقفت الملاحقات بحقّهم في الوقت الراهن، وفق مصدر آخر مطّلع على الملف.هذا وجرت التوقيفات في إطار تحقيق قضائي فتحته النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب في نهاية سبتمبر للنظر خصوصا في شبهات بالانتماء إلى منظّمة إجرامية إرهابية.

 النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب

و أفادت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب بأن التحقيقات تتناول "صفقات أسلحة بين أفراد عدة يتّبعون أيديولوجية عنفية لليمين المتطرف، وقد تطرّق بعضهم إلى مشاريع أعمال عنفية ضد أهداف مختلفة (خصوصا جماعة مناهضة للفاشية)".كما فُتح التحقيق القضائي أيضا على خلفية حيازة وتصنيع شحنات ناسفة غير مرخّصة وحيازة أسلحة غير مرخّصة من الفئتين "بي" و"سي" واقتناء أسلحة من الفئات "آ" و"بي" و"سي" وحيازتها ونقلها، وذلك كله على صلة بجهة إرهابية.

السبت، 28 أكتوبر 2023

الإخوان المسلمون يحاولون التغلغل الي الوطن العربي مجددا

الاخوان المسلمين



الاخوان المسلمين يحاولون التغلغل الي الوطن العربي مجددا

تأسست جماعة الإخوان المسلمين على يد حسن البنا بهدف تعزيز القيم الإسلامية والعدالة الاجتماعية والإصلاح السياسي. في البداية، اكتسبت شعبية لأنشطتها الاجتماعية والخيرية. ومع ذلك، مع مرور الوقت، أصبح التنظيم منخرطًا بشكل متزايد في السياسة وسعى إلى إقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية.


التكتيكات التي يستخدمها الإخوان المسلمون

لقد استخدمت جماعة الإخوان المسلمين تكتيكات مختلفة للتسلل إلى العالم العربي مرة أخرى. تشمل هذه التكتيكات ما يلي:

 
استغلال المشاعر العربية: يستغل التنظيم المشاعر العربية السائدة، مثل المظالم المتعلقة بعدم الاستقرار السياسي، والتحديات الاجتماعية والاقتصادية، والتدخلات الأجنبية، لكسب الدعم وتجنيد الأتباع. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت: جماعة الإخوان المسلمين بشكل فعال يستخدم منصات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أيديولوجيته، وتجنيد المتعاطفين، وتعبئة الأفراد لقضيته. إنشاء منظمات واجهة: غالبًا ما ينشئ التنظيم منظمات واجهة تبدو غير سياسية أو خيرية بطبيعتها. وتعمل هذه التنظيمات كغطاء لنشاطها السياسي وتسمح لها بتوسيع نفوذها. الأسباب وراء محاولاتها

هناك عدة أسباب وراء قيام جماعة الإخوان المسلمين بمحاولات التسلل إلى العالم العربي مرة أخرى:

السلطة والنفوذ: يسعى التنظيم إلى اكتساب السلطة والنفوذ السياسي في الدول العربية لتنفيذ رؤيته للدولة الإسلامية. ملء فراغ السلطة: أدى الربيع العربي والتحولات السياسية اللاحقة إلى خلق فراغات في السلطة في العديد من الدول العربية. ويرى الإخوان المسلمون في ذلك فرصة لملء هذا الفراغ وترسيخ نفوذهم. الاستفادة من المظالم: تستفيد الجماعة من مظالم السكان العرب، مثل الفساد، وعدم المساواة، وغياب التمثيل السياسي، لكسب الدعم لقضيتهم. .العواقب المحتملة على العالم العربي

يمكن أن يكون لتسلل الإخوان المسلمين إلى العالم العربي عواقب وخيمة:

الاستقطاب والانقسام: قد يؤدي وجود التنظيم إلى مزيد من الاستقطاب في المجتمعات، مما يؤدي إلى زيادة الانقسام بين الفصائل السياسية والدينية المختلفة. تآكل العلمانية: تشجع أيديولوجية الإخوان المسلمين على إقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تآكل مبادئ العلمانية في العالم العربي. عدم الاستقرار والصراع: قد تؤدي محاولات التنظيم للاستيلاء على السلطة إلى عدم الاستقرار السياسي والصراعات المحتملة داخل الدول العربية وفيما بينها.الخلاصة


إن محاولات الإخوان المسلمين التسلل إلى العالم العربي مرة أخرى من خلال استغلال المشاعر العربية والأحداث الجارية تشكل تحديات كبيرة وعواقب محتملة. ومن الأهمية بمكان أن تعي المجتمعات العربية هذه التكتيكات وتداعياتها المحتملة. ويتعين على الحكومات والمجتمع المدني العمل معًا لمعالجة مظالم السكان العرب وتوفير حكم شامل وفعال لمواجهة تأثير الأيديولوجيات المتطرفة.